تحریر الافکار
تحرير الأفكار
ژانرونه
قلت: فكذلك قوله في نصر بن مزاحم وسائر الشيعة الذين يرميهم بالزيغ، فلا يلتفت إليه ولا يعمل بقوله في جرح شيعي ولا توثيق عثماني. ومن العجب أن يتخذه القوم إماما في الجرح والتعديل، وهو مبتدع داعية إلى مذهبه، قد ظهر ذلك بكثرة جرحه للشيعة وتحامله عليهم. فلا يقبل جرحهم للشيعة وتوثيقهم للنواصب، فكلام الذهبي في نصر بن مزاحم وقوله فيه: « رافضي جلد تركوه » غير مقبول، لأن الذهبي قال في الجوزجاني: « أحد أئمة الجرح والتعديل » فلعله أخذ الكلام في نصر من إمام الذهبي الجوزجاني، وكذلك قول الخطيب يعني غلوه في الرفض غير مقبول، لأنه مرسل، ولعله فهمه من قصد الجوزجاني واتبعه فيه، وقول الذهبي: « تركوه ». معارض بقوله: « حدث عنه نوح بن حبيب وأبو سعيد الأشج وجماعة » قال الذهبي: قال العقيلي: شيعي في حديثه اضطراب وخطأ كثير.
قلنا: أما إنه شيعي فصحيح هو من الزيدية كما مر، وأما إن في حديثه اضطرابا وخطأ كثيرا، فلو كان ذلك مما يصلح أن يقال على مذهبكم لكان الجوزجاني أولى به ولم يذكره لا هو ولا البخاري. وأما أبو حاتم فقد رماه الذهبي بالتحامل كما مر، ولعله أراد بحديثه ما رواه عن الضعفاء، ولكنه لم يذكر ذلك تحاملا على نصر وحرصا على جرحه. وقد مر من طريق الخطيب عن صالح بن محمد: روى عن الضعفاء أحاديث مناكير.
قلت: فالحمل على الضعفاء، ولا يجرح فيه ذلك لأنه يكون الخلاف في المناكير ما هي، كما فصلناه سابقا، وعلى هذا يحمل قول أبي خيثمة وأبي الفتح الأزدي محمد بن الحسين، مع أن في أبي الفتح وهو الأزدي كلام في الميزان فقال فيه في ترجمة أبان بن إسحاق: أبو الفتح يسرف في الجرح وله مصنف كبير إلى الغاية في المجروحين، جمع فأوعى وجرح خلقا بنفسه لم يسبقه أحد إلى التكلم فيهم وهو متكلم فيه.
مخ ۲۵۲