203

وقال في تعليقه على قوله: « حتى يردا علي حوضي ». وفي العبقات: « لن يفترقا حتى يردا علي الحوض »، ومثله في مجمع الزوائد ( ج 9 ص 165 ). ثم قال: وقال الطبراني في مسند حذيفة بن أسيد من المعجم الكبير ( ج 1 / الورق 149 / ب ): حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي وزكريا بن يحيى الساجي قالا: حدثنا نصر بن عبد الرحمن الوشاء وحدثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري، حدثنا سعيد بن سليمان الواسطي قالا: حدثنا زيد بن الحسن الأنماطي، حدثنا معروف بن خربوذ، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: لما صدر رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)من حجة الوداع نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا تحتهن ثم بعث فقم ما تحتهن، من الشوك، وعمد إليهن فصلى تحتهن ثم قام فقال: « يا أيها الناس ! إني قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا نصف عمر الذي يليه من قبله، وإني لأظن أني موشك ( كذا ) أن أدعى فأجيب وإني مسؤول وإنكم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون » ؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت وجهدت فجزاك الله خيرا، قال: « ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وأن جنته حق وناره حق، وأن الموت حق وأن البعث حق بعد الموت ( كذا ) وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور » ؟ قالوا: بلى نشهد بذلك، قال: « اللهم اشهد »، ثم قال: « أيها الناس ! إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا مولاه يعني عليا(رضي الله عنه) اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ». ثم قال: « يا أيها الناس ! إني فرطكم وإنكم واردون علي الحوض، حوض أعرض ما بين بصرى وصنعاء، فيه عدد النجوم قدحان من فضة، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما: الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي، فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن ينقضيا ( كذا ) حتى يردا علي الحوض ».

أقول: ورواه عنه في باب فضل أهل البيت من مجمع الزوائد ( ج 9 ص 164 ) وقال: رواه الطبراني، وفيه زيد بن الحسن الأنماطي وثقه ابن حبان، وبقية رجال أحد الإسنادين ثقات، وقد وجدته في معجم الطبراني الكبير ( ج 3 ص 180 )، وفي كنز العمال في فضائل علي(عليه السلام)في الأفعال ( ج 15 ص 91 ) مسند زيد بن أرقم: عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: لما رجع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)من حجة الوداع فنزل غدير خم أمر بدوحات فقممن، ثم قام فقال: « كأن قد دعيت فأجبت، إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض » ثم قال: « إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن » ثم أخذ بيد علي فقال: « من كنت وليه فعلي وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه » فقلت لزيد: أنت سمعته من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)؟ فقال: ما كان في الدوحات أحد إلا قد رآه بعينه وسمعه بأذنيه. أفاد أنه أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار. ثم قال أيضا: عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري مثل ذلك. أفاد أنه أخرجه ابن جرير أيضا يعني في تهذيب الآثار كما ذكره في أول الكتاب.

فهذا ما تيسر من تخريج الحديث بقدر ما تيسر من الكتب للنقل منها. ويأتي إن شاء الله في الجواب على طليعة مقبل(1)[129]) بحث مفيد في تصحيح هذا الحديث. وبالله التوفيق.

مخ ۲۰۹