58

Tahqeeq al-Nazar fi Hukm al-Basar

تحقيق النظر في حكم البصر

ایډیټر

عبد الحكيم محمد الأنيس

خپرندوی

دار البشائر الإسلامية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۲۸ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

فقه شافعي

فلما رآه الشيخ جعل رأسه تحته على خلاف عادته، قال: وكان يوماً حارًّا، وكان عرقه يجري حتى ابتل ثوبه وهو لاف(١) رأسه في ثوبه حتى انقضى المجلس.

قال: ولم يعرف الجماعة السبب لذلك.

فلما كان من الغد جاء ذلك الشاب وقعد بموضعه بالأمس، ففعل الشيخ فعله بالأمس، فتشوَّش الحاضرون لذلك.

فلما كان في المجلس الثالث أقاموا الصبي من مقابلة الشيخ وأقعدوه بموضع لا يبصره، فلم يعد الشيخ إلى تغطية وجهه.

فعلموا أنَّ السبب لذلك إنما هو قعود الشاب كذلك(٢)،

(١) كذا في الأصل، ولعل الصواب: وهو لافٍّ.

(٢) لم يرد الخبر في تحفة الطالبين في ترجمة الإمام النووي لتلميذه ابن العطار، والمنهل العذب الروي للسخاوي، والمنهاج السوي في ترجمة الإمام النووي للسيوطي.

وجاء في ترجمة ابن الحداد الحنفي (يحيى بن علي الصالحي) (٦٦٦ - ٧٥٧هـ) في الدرر الكامنة (٤٢٢:٤): ((كان يذكر أن والده أحضره إلى النووي - وهو أمرد -، فاعتذر وقال: أنا أرى أن النظر إلى الأمرد حرام مطلقاً، فاذهب به إلى الشيخ تاج الدِّين. وكان يذكر أنه رآه، وأنه سمع منه ... )).

وجاء في ترجمة الزاهد الفقيه الشافعي: فرج بن عبد الله المغربي الصفدي (ت ٧٥١هـ) في الدرر الكامنة (٢٢٩:٣ - ٢٣٠): ((حكى العثماني قاضي صفد أنه توجه لزيارته صحبة الشيخ تاج الدِّين المقدسي، فجرت مسألة النظر إلى الأمرد، وأنَّ الرَّافعي يحرِّم بشرط الشهوة، والنووي يقول: يحرم مطلقاً.

فقال الشيخ فرج: رأيت النبي ﷺ في المنام فقال لي: الحق في هذه المسألة مع النووي، فصاح الشيخ تاج الدين وقال: صار الفقه بالمنامات! =

58