قلنا: فوجب أن يكون جميع ذلك لذات الجوهر وتكون قديمة، فإن قال: نعم.
قلنا: أليست الهيولى كانت خالية من الأعراض ثم حدثت فيها؟.
فإن قالوا: نعم.
قلنا : فمن أي شيء حدثت الأعراض؟.
فإن قالوا: لامن شيء.
قلنا: ناقضت. وإن قال: من قوة. قلنا: ما تلك القوة، فيبقى السؤال عليه كما كان.
ويقال لهم: هذه الطبائع متفردة أو مجتمعة؟.
فإن قالوا: مجتمعة.
قلنا: فكيف يصح اجتماع الأضداد؟.
فإن قالوا: لا يجتمع الحار إلا من الحار ناقضوا؛ لأنهم أثبتوها غير منفردة.
ويقال لهم: الإنسان من نطفة والنطفة من الإنسان، والبيض من الدجاج والدجاج من البيض ما كان في الإبتداء، فأي ذلك قال فقد نقض قوله؛ لأنه إن قال كانت بيضة ونطفة فقد أثبتها لا من حي، وإن قال كان الحي فقد أثبت حيا لا من نطفة وبيض، وبعد فإنك مناقض؛ لأنك تجعل الأصل فرعا والفرع أصلا وهذا لا يجوز.
فإن قالوا بتأثيرات تحصل عند تناول أشياء.
قلنا: ذلك كله من فعله تعالى.
مخ ۶۵