246

تهذيب ریاست او سیاست

تهذيب الرياسة وترتيب السياسة

پوهندوی

إبراهيم يوسف مصطفى عجو

خپرندوی

مكتبة المنار

د ایډیشن شمېره

الأولى

د خپرونکي ځای

الأردن الزرقاء

وَعشْرين ألف دِينَار فوهبه أَمِير الْمُؤمنِينَ لدنانير وَقد حسبناه بألفي ألف دِرْهَم وَهَذَا تَمام المَال فَانْصَرف وخل صاحبنا لَا سَبِيل لَك عَلَيْهِ قَالَ صَالح فَأخذت ذَلِك ورددت مَنْصُور معي فَلَمَّا صرنا بِالْبَابِ أنْشد متمثلا (فَمَا بَقِي عَليّ تركتماني ... وَلَكِن خفتما صرد النبال) قَالَ صَالح فَقلت مَا على وَجه الأَرْض رجل أنبل من رجل خرجنَا من عِنْده وَلَا سَمِعت بِمثلِهِ فِيمَا مضى وَلَا فِيمَن بَقِي وَلَا على وَجه الأَرْض رجل أَخبث سريرة وَلَا أرد طبعا من هَذَا النبطي إِذا لم يشْكر من أَحْيَاهُ قَالَ ثمَّ صرت إِلَى الرشيد فقصصت عَلَيْهِ قصَّة المَال وطويت عَنهُ مَا قَالَ مَنْصُور لِأَنِّي خفت أَن سَمعه أَمر بِضَرْب عُنُقه قَالَ الرشيد أما إِنِّي قد علمت من نجا لم ينجو إِلَّا بِأَهْل هَذَا الْبَيْت وَقَالَ اقبض المَال واردد العقد على دَنَانِير لِأَنِّي لم أكن لأهب هبة فترجع إِلَيّ قَالَ صَالح فَلم أطب نفسا بترك تَعْرِيف يحي مَا قَالَه مَنْصُور فَقلت لَهُ بعد أَن أطنب فِي شكره وَوصف مَا كَانَ مِنْهُ لقد أَنْعَمت على غير شَاكر قَابل أكْرم فعل بِالْأُمِّ قَول وَكَيف ذَلِك فَأَخْبَرته بِمَا قَالَ فَجعل وَالله يطْلب لَهُ المعاذير وَقَالَ يَا أَبَا عَليّ إِن الْمخوف الْقلب رُبمَا سبق إِلَى لِسَانه مَا لَيْسَ فِي ضَمِيره وَقد كَانَ الرجل فِي حَال عَظِيمَة فَقلت وَالله مَا أَدْرِي أَي أمريك أعجب أَمن أَوله أم من آخِره لكني أعلم أَن الدَّهْر لَا يخلف مثلك أبدا قَالَ يحي بن خَالِد من أَحْسَنت إِلَيْهِ فَأَنا مُرْتَهن بِهِ وَمن لم أحسن

1 / 340