خرجت بطرا وَلَا أشرا وَلَا ريائا وَلَا حرصا على الدُّنْيَا وَلَا رَغْبَة فِي الْملك وَمَا بِي إطراء لنَفْسي إِنِّي لظلوم لَهَا إِلَّا مَا يرحمني الله ﷿ وَلَكِنِّي خرجت غَضبا لله ﷿ ولدينه دَاعيا إِلَى الله وَإِلَى سنة نبيه ﷺ لما هدمت معالم الدّين وأطفئ نور التَّقْوَى وَظهر الْجَبَّار العنيد مستخف بِكُل حُرْمَة وراكبا لكل بِدعَة الْكَافِر بِيَوْم الْحساب وَإنَّهُ لِابْنِ عمي فِي النّسَب وكفئي فِي الْحسب فَلَمَّا رَأَيْت ذَلِك استخرت الله تَعَالَى فِي أمره وَسَأَلته أَن لَا يكلني على نَفسِي ودعوت إِلَى ذَلِك من أجابني من أهل ولايتي حَتَّى أراح الله مِنْهُ الْعباد وطهر مِنْهُ الْبِلَاد بحوله وقوته لَا بحولي وقوتي أَيهَا النَّاس إِن لكم عَليّ أَن لَا أَضَع لبنة على لبنة وَلَا حجرا على حجر وَلَا أكنز مَالا وَلَا أعْطِيه زوجا وَلَا ولدا وَلَا أنقله من بلد إِلَى بلد أُخْرَى حَتَّى أَسد فقر تِلْكَ الْبَلَد وَلَا أجبركم فِي ثغوركم حَتَّى أفتتن أهليكم وَلَا أغلق بَابي دونكم فيأكل قويكم ضعيفكم وَلَا أحمل على أهل جزيتكم مَا أجليهم بِهِ عَن بِلَادهمْ وأقطع بِهِ نسلهم وَلَكِن أدر ق ٤٤ الْعَطاء فِي كل سنة والرزق فِي كل شهر حَتَّى تستوي بكم الْحَال فَيكون أفضلكم كأدناكم فَإِن أَنا وفيت لكم فَعَلَيْكُم السّمع وَالطَّاعَة وَحسن المؤازرة والمكاتفة وَإِن لم أوف لكم فلكم أَن تخلعوني إِلَّا أَن تستتيبوني فَإِن تبت قبلتم تَوْبَتِي وَإِن عَرَفْتُمْ أحدا بالصلاح يعطيكم من نَفسه مثل الَّذِي أَعطيتكُم فأردتم أَن تبايعوه فَأَنا أَو لمن يبايعه وَيدخل فِي طَاعَته أَيهَا النَّاس إِنَّه لَا طَاعَة لمخلوق فِي مَعْصِيّة