(اللغة)
الصمم والوقر: الثقل في الأذن، والأصم: نقيض السميع، وأصل الصمم الصلابة، يقال: قناة صماء إذا كانت مكتنزة الجوف، وسمي الحجارة صماء لأجل ذلك، وسمي الأصم به؛ لأنه انسدت خروق مسامعه.
والأبكم الذي ولد أخرس، والبكم: الاعتقال في اللسان، وهي آفة تمنع من الكلام.
والأعمى الذي ذهب بصره عمي عمى.
والرجوع عن الشيء: الانقلاب عنه، يقال: رجع عنه، ورجع إليه، وهو من الأضداد، والرجعة: مراجعة الرجل أهله بعد الطلاق.
* * *
(المعنى)
ثم عاد إلى ذكر المنافقين، فقال تعالى: (صم بكم عمي) قيل: صم عن استماع الحق، بكم عن التكلم به، عمي عن الإبصار له، والمراد التشبيه، لا أن صفتهم كذلك؛ إذ لو كانوا كذلك لما ذموا به، قال الشاعر: أصم عما ساءه سميع وإنما أطلق الوصف للمبالغة في الذم، وقيل: أراد: هم كصم وكبكم، فحذف أداة التشبيه مبالغة، كقولهم: فلان أسد، قال الشاعر: بدت قمرا ومالت خوط بان ... وفاحت عنبرا ورنت غزالا وقيل: في الآية تقديم وتأخير، كأنه قيل: فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين صم بكم عمي، مثلهم كمثل الذي استوقد نارا .. أو كصيب .. ؛ لأن (صم) وصفهم في الدنيا، فيتصل بقوله: اشتروا الضلاله بالهدى وقيل: هذا لا وجه له؛ لأن الكلام يصح من دونه، فكأنه قيل: هم في ظلمات في الآخرة، وفي الدنيا صم بكم عمي فهم لا يرجعون قيل: إنه ذم لهم واستبطاء، عن ابن عباس، وقيل:
مخ ۲۶۹