في الكفر، واستحقاق العقاب، وقيل: كثرة اختصاص حالهم لا يوجب عظم دينهم،
وإنما عظم؛ لأنهم ضموا إلى الكفر وجوها من المعاصي، كالاستهزاء، والخداع، وطلب الغوائل وغيره، عن القاضي - رحمه الله - .
قوله تعالى: (إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون (6)
* * *
(القراءة)
في أأنذرتهم ثلاث قراءات: فقرأ عاصم وحمزة والكسائي - إذا حقق - بهمزتين، وهي لغة تميم، وقرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير وأبو عمرو بالهمز والمد وتليين الهمزة الثانية، وكذلك كانت قراءة الكسائي إذا خفف، وهي لغة الحجاز غير أن مد أبي عمرو أطول من مد ابن كثير، واختلف في المد عن نافع. وقراءة ابن عامر في رواية ابن هشام بألف بين همزتين، والاختيار قراءة نافع وأبي عمرو؛ لأنه أخف في اللفظ، وأدل على المعنى، ثم قول ابن كثير؛ لأنه أخف، ويجوز في العربية، وفيه ستة أوجه، لكل واحد وجه: الأول: بهمزتين فهو الأصل؛ لأن الأولى ألف الاستفهام، والثانية ألف أفعل، فمن قرأها فقد قصد الأصل.
وأما الثانية: بهمزتين بينهما ألف، ووجهه التحقيق إلا أنه فصل بينهما بألف استثقالا للجمع بينهما.
وأما الثالث: تحقيق الأولى، وتليين الثانية، فهو قياس إذا كان قد جعل التليين استثقالا للهمزة، فأغنى ذلك عن الفصل، وتليين الثانية أقيس عند الخليل.
مخ ۲۳۳