269

ويقال: قد قيل: الآية نزلت في اليهود، فلا يصح الاستدلال بها على الوعيد.

وقيل: إن المراد بالخطيئة الشرك، ولأنها تدل على استحقاق الوعيد، ولا تدل على أنه يفعل بهم ذلك، ولأن التائب خرج منها، فيبقى الباقي محتملا؟

والجواب عن الأول: أن العلماء مختلفون فيه، فمنهم من قال: إنه عام، ومنهم من قال: إنه خاص في اليهود، ولكن حالنا في باب الوعيد كحالهم، وعلى أنه إنما يعتبر عموم اللفظ.

فكذلك الجواب عن الثاني: أن اللفظ عام في كل كبير، شركا كان أو غيره.

فأما الجواب عن الثالث: إن الظاهر ينبئ عن بطلانه؛ لأنه لا يقال للمستحق: إنه مصاحب لها خالد فيها.

والجواب عن الرابع: أن التائب لم تحط خطيئته به؛ لأن التوبة أزالتها، فكيف تحيط بغيرها، على أنا خصصنا التائب بدليل، فبقي الباقي على ظاهره.

قوله تعالى: (والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون (82)

* * *

(اللغة)

الإيمان في اللغة: التصديق، والمؤمن: المصدق، وقد صار في الشرع اسما لأداء الواجبات، والمؤمن اسم مدح، يقال: رجل مؤمن، فالاسم منقول.

والصلاح: الفعل الحسن، والصالحات: هي الخصال الصالحات من الطاعة لله تعالى.

والجنة: البستان الذي فيه الشجر، أخذ من الستر؛ لأنه يستر الأرض.

* * *

(المعنى)

مخ ۴۶۰