قلنا: (من) ههنا بمعنى الذي، وهي تكون على أربعة أوجه: استفهام، وجزاء، وبمعنى (الذي)، وموصوفة، والموصوفة كقول الشاعر: فكفى بنا فضلا على من غيرنا ... حب النبي محمد إيانا ويقال: هل تختص (من) بمن يعقل؟
قلنا: قيل: نعم، و(ما): لما لا يعقل، وهذا تقريب، وحقيقتها أنها لمن يعلم القبح والحسن؛ لأنا نقول في جواب (من خلقكم؟): الله، وفي التنزيل: (ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله).
ويقال: لم دخل في خبر (من) و(ما) الفاء، وأنت لا تقول: زيد فقائم؟
قلنا: إنه جاء في (من) و(ما) و(الذي)؛ ليدل على أن الخبر يجب بوجوب معنى الصلة كقولك: الذي في الدار فله درهم، قال ابن السراج: طلب أنه أوجب الدرهم من أجل الكون في الدار.
ويقال: لم جاءت الجملتان بغير واو حرف العطف في قوله: أولئك؟
قلنا: قال ابن السراج: لأنهما خبران عن شيء واحد. وقيل: لأن الضمير يربط الكلام الثاني بالأول، كما أن حرف العطف يربطه به: ألا ترى أنك تقول : مررت بزيد والناس يتراءون الهلال، جاز إسقاطه.
* * *
(المعنى)
مخ ۴۵۸