تهذيب فی تفسیر

حکیم جوشامي d. 494 AH
184

قلنا: يحتمل وجهين: أحدهما: الاستئناف فيكون موضعه رفعا، كأنه قال: يسومونكم من قبل ذلك سوء العذاب.

والثاني: الحال فيكون موضعه نصبا كأنه قيل: سامتكم سوء العذاب، والعامل فيه (نجيناكم).

ويقال: ما المحذوف من (ابن)؟

قلنا: قال الأخفش: الواو؛ لأنها أثقل، فهي بالحذف أولى، وقال الزجاج: يجوز أن يكون المحذوف الياء، ويجوز الواو، وهما مستويان.

* * *

(المعنى)

ثم فصل ذكر النعم التي أجملها من قبل فقال تعالى: وإذ نجيناكم أي خلصناكم وأنقذناكم من آل فرعون يعني قومه وأتباعه، وأهل دينه، وقيل: عترته، وقيل: فرعون اسم لملوك العمالقة، كما يقال لملك الروم: قيصر، ولملك الفرس: كسرى، ولملك الترك: خاقان، فهو على هذا المعنى صفة، كأن معناه ملك العمالقة، واختلف في اسمه، فقيل: مصعب بن الريان، وقيل: الوليد بن مصعب عن محمد بن إسحاق يسومونكم قيل: يذيقونكم، وقيل: يجشمونكم، وقيل: يعذبونكم، والكل يتقارب سوء العذاب أشده، وأسوأه، واختلفوا في ذلك، فقيل: هو أنه استعملهم في الأعمال الشاقة، وقيل: جعلهم أصنافا، فصنف يحرثون، وصنف يخدمون، ومن لم يعمل ضرب عليهم الجزية، وهو ما بينه تعالى في قوله: (يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم).

ويقال: ما في استحياء النسوة من المحنة؟

قلنا: كي يستعبدن وينكحن على الاسترقاق، فهو أعظم من قتل الرجال، وقيل: كان استبقاؤهن للإذلال والمحنة.

ويقال: ما كان سبب قتل الأبناء؟

مخ ۳۷۵