قلنا: يحتمل وجهين: أحدهما: الاستئناف فيكون موضعه رفعا، كأنه قال: يسومونكم من قبل ذلك سوء العذاب.
والثاني: الحال فيكون موضعه نصبا كأنه قيل: سامتكم سوء العذاب، والعامل فيه (نجيناكم).
ويقال: ما المحذوف من (ابن)؟
قلنا: قال الأخفش: الواو؛ لأنها أثقل، فهي بالحذف أولى، وقال الزجاج: يجوز أن يكون المحذوف الياء، ويجوز الواو، وهما مستويان.
* * *
(المعنى)
ثم فصل ذكر النعم التي أجملها من قبل فقال تعالى: وإذ نجيناكم أي خلصناكم وأنقذناكم من آل فرعون يعني قومه وأتباعه، وأهل دينه، وقيل: عترته، وقيل: فرعون اسم لملوك العمالقة، كما يقال لملك الروم: قيصر، ولملك الفرس: كسرى، ولملك الترك: خاقان، فهو على هذا المعنى صفة، كأن معناه ملك العمالقة، واختلف في اسمه، فقيل: مصعب بن الريان، وقيل: الوليد بن مصعب عن محمد بن إسحاق يسومونكم قيل: يذيقونكم، وقيل: يجشمونكم، وقيل: يعذبونكم، والكل يتقارب سوء العذاب أشده، وأسوأه، واختلفوا في ذلك، فقيل: هو أنه استعملهم في الأعمال الشاقة، وقيل: جعلهم أصنافا، فصنف يحرثون، وصنف يخدمون، ومن لم يعمل ضرب عليهم الجزية، وهو ما بينه تعالى في قوله: (يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم).
ويقال: ما في استحياء النسوة من المحنة؟
قلنا: كي يستعبدن وينكحن على الاسترقاق، فهو أعظم من قتل الرجال، وقيل: كان استبقاؤهن للإذلال والمحنة.
ويقال: ما كان سبب قتل الأبناء؟
مخ ۳۷۵