تهذيب فی تفسیر

حکیم جوشامي d. 494 AH
183

والسوم والتجشم والتحمل نظائر ويقال: سامه المشقة، وسامه السوء والشر، وهو أن يجنبه مشقة أو شرا، وسمته سوء العذاب، قيل: أرسل عليه ذلك، والسوم فعل يحمل النفس على ما يكره.

والسوء الاسم الجامع للآفات والداء، يقال: ساءه يسوؤه سوءا، وأساء إساءة، وأسأت إليه في الصنع، والسيئة اسم كالخطيئة، والسيئ كذلك، والسوأى بوزن فعلى اسم للفعلة السيئة، وأصله من ساءه يسوؤه كقولك: آذاه يؤذيه، وحقيقته الضراء الذي يسومه المضرور، ثم كثر حتى صرف إلى الضر القبيح.

والذبح: فري الأوداج، وأصله من الشق، يقال: فأرة مسك ذبحت في سك، يقال: ذبح ذبحا، فالذبح بفتح الذال المصدر، وبكسر الذال المذبوح، والفرق بين الذبح، والقتل، أن القتل نقض البنية التي بها تصح الحياة، بأي ضرب كان، والذبح فري الأوداج، فالقتل أعم.

والنساء: جماعة، والرجال مقابله، ولا واحد له من لفظه، يقال: امرأة ونساء، ونسوة.

والبلاء: النعمة، والبلاء: المحنة، وقيل: أصلها واحد، وهو الابتلاء، بمعنى التجربة، فكأن العبد يبتلى عند النعمة بالشكر، وعند المحنة بالصبر، قال الله تعالى: (ونبلوكم بالشر والخير فتنة) يقال في النعمة: أبليته بالإحسان، وفي الاختبار بلوته بلاء.

* * *

(الإعراب)

يقال: ما العامل في (إذ) من قوله: (وإذ نجيناكم)؟

قلنا: قولهة اذكروا من قوله: (يابني إسرائيل اذكروا نعمتي) كأنه قال: فاذكروا إذ أنجيناكم، فموضعه نصب، وهو عطف على النعمة الأولى.

ويقال: ما موضع يسومونكم سوء العذاب من الإعراب؟

مخ ۳۷۴