[11] ولما حكى ابو حامد قول الفلاسفة قال فيقال لهم بم عرفتم استحالة الكثرة من هذا الوجه وانتم مخالفون من كافة المسلمين سوى المعتزلة فما البرهان عليه فان قول القائل الكثرة محال فى واجب الوجود مع كون الذات الموصوفة واحدة يرجع الى انه يستحيل كثرة الصفات وفيه النزاع وليس استحالته معلوما بالضرورة فلا بد من البرهان قولهم البرهان عليه ان كل واحد من الصفة والموصوف اذا لم يكن هذا ذلك ولا ذلك هذا فاما ان يستغنى كل واحد عن الآخر فى وجوده او يفتقر كل واحد الى الآخر أو يستغنى واحد عن الآخر ويحتاج اليه الآخر . فان فرض كل واحد مستغنيا فهما واجبا الوجود وهو التثنية المطلقة وهو محال . واما ان يحتاج كل واحد منهما الى الآخر قد يكون واحد منهما واجب الوجود اذ معنى واجب الوجود ما قوامه بذاته وهو مستغن من كل وجه عن غيره فما احتاج الى غيره فذلك الغير علته اذ لو رفع ذلك الغير لامتنع وجوده فلا يكون وجوده من ذاته بل من غيره . فان قيل احدهما يحتاج دون الآخر فالذى يحتاج معلول والواجب الوجود هو الآخر وايهما كان معلولا افتقر الى سبب فىؤدى الى ان ترتبط ذات واجب الوجود بسبب
مخ ۳۱۶