[157] وايضا فان الذى يلزم نتيجتهم من المحال اكثر من الذى يلزم مقدماتهم التى منها صاروا الى نتيجتهم وذلك انه ان كان مبدأ الموجودات ذاتا ذات حياة وعلم وقدرة وارادة وكانت هذه الصفات زائدة على الذات وتلك الذات غير جسمانية فليس بين النفس وهذا الموجود فرق الا ان النفس هى فى جسم وهذا الموجود هو نفس ليس فى جسم وما كان بهذه الصفة فهو ضرورة مركب من ذات وصفات وكل مركب فهو ضرورة يحتاج الى مركب اذ ليس يمكن ان يوجد شىء مركب من ذاته كما انه ليس يمكن ان يوجد متكون من ذاته لان التكوين الذى هو فعل المكون ليس هو شيئا غير تركيب المتكون والمكون ليس شيئا غير المركب وبالجملة فكما ان لكل مفعول فاعلا كذلك لكل مركب مركبا فاعلا لان التركيب شرط فى وجود المركب ولا يمكن ان يكون الشىء هو علة فى شرط وجوده لانه كان يلزم ان يكون الشىء علة نفسه .
[158] ولذلك كانت المعتزلة فى وضعهم هذه الصفات فى المبدأ الاول راجعة الى الذات لا زائدة عليها على نحو ما يوجد عليه كثير من الصفات الذاتية لكثير من الموجودات مثل كون الشىء موجودا وواحدا وازليا وغير ذلك أقرب الى الحق من الاشعرية ومذهب الفلاسفة فى المبدأ الاول هو قريب من مذهب المعتزلة
[159] فقد ذكرنا الامور التى حركت الفريقين الى مثل هذه الاعتقادات فى المبدأ الاول والشناعات التى تلزم الفريقين اما التى تلزم الفلاسفة فقد استوفاها ابو حامد وقد تقدم الجواب عن بعضها وسيأتى بعد واما التى تلزم المتكلمين من الشناعات فقد اشرنا نحن فى هذا الكلام الى اعيانها
مخ ۲۲۵