[76] وذلك انه لما صح ان المبادى التى تحرك الاجرام السماوية هى مفارقة للمواد وانها ليست باجسام لم يبق وجه به يحرك الاجسام ما هذا شأنه الا من جهة ان المحرك امر بالحركة ولذلك لزم عندهم ان تكون الاجسام السماوية حية ناطقة تعقل ذواتها وتعقل مباديها المحركة لها على جهة الامر لها ولما تقرر انه لا فرق بين العلم والمعلوم الا ان المعلوم فى مادة والعلم ليس فى مادة وذلك فى كتاب النفس فاذا وجدت موجودات ليست فى مادة وجب ان يكون جوهرها علما او عقلا او كيف شئت ان تسميها
[77] وصح عندهم ان هذه المبادى مفارقة للمواد من قبل انها التى افادت الاجرام السماوية والحركة الدائمة التى لا يلحقها فيها كلال ولا تعب وان كل ما يفيد حركة دائمة بهذه الصفة فانه ليس جسما ولا قوة فى جسم وان الجسم السماوى انما استفاده البقاء من قبل المفارقات
[78] وصح عندهم ان هذه المبادى المفارقة وجودها مرتبط بمبدأ اول فيها ولو لا ذلك لم يكن ههنا نظام موجود واقاويلهم مسطورة فى ذلك فينبغى لمن أراد معرفة الحق ان يقف عليها من عندهم
مخ ۱۸۵