تغر بسام
الثغر البسام في ذكر من ولى قضاة الشام
ژانرونه
[143]
يعني المؤيد شيخ، من مصر صحبة قديمة، فقيل إن السلطان قرأ على والده وقيل غير ذلك. فقدم عليه أيام نيابته بدمشق سنة إحدى عشرة فأكرمه وعظمه، وولاه نظر الجامع وغيره. ولم تكن سيرته إذ ذاك بمحمودة ثم إنه في سنة ثلاث عشرة جيء به وبأخيه من حلب في الترسيم إلى الناصر إلى دمشق، فأهانهما وحبسهما في القلعة بسبب صحبتهما لشيخ، وصودر شمس الدين وباع ثيابه وسأل الناس بالأوراق، وعاد هو وأخوه إلى مصر. فلما تسلطن المؤيد قدمها على العادة. فلما خرج السلطان من مصر في أول سنة سبع عشرة إلى دمشق إلى قتال نوروز خرج معه، فولاه قضاء الحنفية بدمشق، فجاء وباشر مباشرة لا بأس بها بالنسبة إلى العفة عن أموال الناس. وكان قد فوض الحكم إلى نوابه، وهو قليل الحكم جدا، لا يدخل إلى مدرسة الحكم أبدا وإنما نوابه يسدون وله وجاهة وحرمة، وولي بعض تداريس القصاعين وغيرها. وجلس مدة يسيرة في الجامع يشغل، ولما وقعت فتنة قانباي دخل إلى القلعة ودبر أمرها وكان غالب الأمور إليه. فلما وقع الحريق من القلعة أنكر الناس ذلك عليه، وقيل إن ذلك برأيه وإن لم ير به فلو شاء لأنكره ولكن بلغني أنه حلف أن ذلك لم يكن برأيه ولا بعلمه. وكان في ظنه وظن الناس أنه قد نال بما فعل عند السلطان مرتبة لا يوصل إليها، فلم يظهر من السلطان احتفال بما فعلوه بل ربما ذم على ما وقع من الحريق. ولما توجه السلطان إلى حلب في أول رمضان توجه إليه، فأراد السلطان أن يرسله إلى قرمان في رسالة، فسأله الإقالة من ذلك، فغضب عليه وأمره بالرجوع إلى دمشق، فرجع فمرض في الطريق. قيل إنه أطعم في حماة لوزينجا مسموما، ووصل إلى دمشق مريضا يوم السبت عشرينه.
مخ ۲۳۱