221

تغر بسام

الثغر البسام في ذكر من ولى قضاة الشام

عماد الدين الطرسوسي ثم ولي القضاء بعده قاضي القضاة عماد الدين أبو الحسن علي ابن الشيخ محيي الدين أبي العباس أحمد بن عبد الواحد بن عبد المنعم بن عبد الصمد الطرسوسي الحنفي. ميلاده يوم السبت ثاني شهر رجب سنة تسع وستين وست مئة بمنية ابن خصيب بالصعيد الأعلى بديار مصر، وتفقه بدمشق على قاضي القضاة شمس الدين بن الحريري وعلى الشيخ سراج الدين أحمد الرومي، وعلى الشيخ أبي العلاء محمود البخاري. وقرأ الخلاف على الصاحب محيي الدين بن النحاس، ودرس أولا بجامع قلعة دمشق يوم الخميس خامس عشري جمادى الأولى سنة عشرين وسبع مئة. وفي صفر سنة اثنتين وعشرين وسبع مئة باشر نيابة الحكم عن القاضي صدر الدين المذكور، وولي القضاء استقلالا بعد عقب وفاته، وباشر في النصف من رمضان سنة سبع وعشرين وسبع مئة. ودرس بالنورية. والمقدمية والريحانية، والقيمازية وكان يتقن الفقه، والفرائض، ويحفظ القرآن العظيم حفظا لم ير في وقته من يحفظ مثله ولا أسرع من تلاوته من غير إخلال بشيء منه، وصلى به بكماله في سنة اثنتين وثلاثين وسبع مئة وسنة ثلاث وثلاثين وسبع مئة في التراويح في ثلاث ساعات ونصف على اصطلاح الحنفية من التهليل على رأس الأربع. وكان أدين الفقهاء في زمانه وأجودهم باطنا ليس بجسده من الخبث ولا من الهراء شيء، شأنه دائما التلاوة.

مخ ۲۲۱