تغر بسام
الثغر البسام في ذكر من ولى قضاة الشام
ژانرونه
[129]
المذكور في سادس جمادى الأولى سنة أربع وستين كما تقدم، واستنابه القاضي بدر الدين المظفر بن رضوان المنيحي مدرس المعينية، واستمر قاضي القضاة إلى أن توفي. وجرت له حكاية مليحة مع السلطان الملك الظاهر لما وضع الأمراء أيديهم واحتاطوا على البساتين بدمشق فحضر السلطان بدار العدل بدمشق وجرى الكلام في ذلك فتكلم قاضي القضاة شمس الدين عبد الله هذا بين الحاضرين وقال: اليد لأرباب الأملاك، ولا يحل لأحد أن ينازعهم في أملاكهم ومن استحل ما حرم الله فقد كفر. فغضب السلطان غضبا شديدا وتغير لونه وقال: أنا أكفر؟ انظروا لكم سلطانا غيري! وكان الذي حمل القاضي على هذا الكلام مخافة الله تعالى وخشيته، وألقى الله تعالى على خاطره هذه الآية الكريمة: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه} وانفض المجلس على وحشة من السلطان، فلما كان الليل أرسل السلطان يطلب القاضي، فخاف وأوصى وودع أهله، وراح إلى السلطان وفي ذهنه أنه لا يعود. فلما دخل قام له السلطان وعظمه وقال: يا قاضي تكفرنا اليوم؟ فقال: يا مولانا أنا ما خصصت مولانا السلطان بهذا الكلام ولكن كل من استحل ما حرم الله فقد كفر. فقال السلطان لحاشيته: القاضي كما هو يكفرنا. وخلع عليه ونزل إلى بيته مجبورا معظما.
قال البرزالي في المنتقى: وأجاز لي جميع مروياته، وتوفي يوم الجمعة ثامن جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين وست مئة ودفن بسفح قاسيون رحمه الله تعالى.
مخ ۲۱۱