{ للذين اتبعوه } أي اتبعوا شريعته في زمانه وفي الفترات بعده. { وهذا النبي } يعني محمدا صلى الله عليه وسلم. وخص بالذكر من سائر من اتبعه لتخصيصه بالشرف والفضيلة. كقوله:
وجبريل وميكل
[البقرة: 98].
{ والذين آمنوا } [قيل: آمنوا] بمحمد صلى الله عليه وسلم وقرأ وهذا النبي عطفا على الضمير المنصوب في اتبعوه أي اتبعوا إبراهيم وهذا النبي. وقرىء بالجر عطفا على إبراهيم.
{ ودت طآئفة } أجمع المفسرون على أنها نزلت في يهود بني النضير وقريظة وقينقاع قالوا لمعاذ وعمار وحذيفة: تركتم دينكم واتبعتم دين محمد فنزلت: { لو يضلونكم } يردونكم إلى كفرهم. { وما يضلون إلا أنفسهم } أي بجحد نبوة محمد صلى الله عليه وسلم. { وما يشعرون } مبالغة في ذمهم حيث فقدوا المنفعة بحواسهم.
[3.70-71]
{ يأهل الكتاب } قال ابن عباس: هي التوراة والإنجيل وكفرهم بها من جهة تغيير الأحكام وتحريف الكلام أو الآيات التي في التوراة والإنجيل من وصف النبي صلى الله عليه وسلم والإيمان بهم كما بين بقوله:
يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل
[الأعراف: 157].
{ لم تلبسون } تقدم الكلام على النهي عن لبسهم وكتمهم في البقرة. وهنا الإنكار عليهم في قوله: لم، وفي البحر أجاز الفراء والزجاج في وتكتمون من قوله: لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق. النصب فتسقط النون من حيث العربية على قولك: لم تجمعون ذا وذا فيكون نصبا على الصرف في قول الكوفيين وبإضمار ان في قول البصريين وأنكر ذلك أبو علي فقال: الاستفهام وقع على اللبس فحسب وأما تكتمون فخبر حتما لا يجوز فيه إلا الرفع يعني أنه ليس معطوفا على تلبسون بل هو استئناف خبر عنهم إنهم يكتمون الحق مع علمهم أنه حق. قال ابن عطية: قال أبو علي: الصرف هاهنا يقبح وكذلك إضمار أن لأن تكتمون معطوف على موجب مقرر ليس بمستفهم عنه وإنما استفهم عن السبب في اللبس واللبس موجب، فليست الآية بمنزلة قولهم: لا تأكل السمك وتشرب اللبن، وبمنزلة قولك: أتقوم وأقوم. والعطف على الموجب المقرر قبيح متى نصب إلا في ضرورة شعر كما روي:
ناپیژندل شوی مخ