. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قال: «الحسن بن عمرو أثبتهما، وهما جميعًا ثقتان صدوقان» . وقال البخاري: «لم أخرج حديث الحسن بن عبيد الله؛ لأن عامة حديثه مضطرب»، وضعفه الدارقطني بالنسبة للأعمش، فقال في "العلل" بعد أن ذكر حديثًا للحسن هذا خالفه فيه الأعمش: «الحسن ليس بالقوي، ولا يقاس بالأعمش» . اهـ. من "الجرح والتعديل" (٣ / ٢٣ رقم ٩٦)، و"التهذيب" (٢ / ٢٩٢ رقم ٥٢١) .
قلت: أما قول البخاري ففيه مجازفة - إن صح عنه-، وأين كان أولئك الأئمة الذين وثقوه من أحاديثه التي عامتها مضطربة؟!
وأما قول الدارقطني السابق فليس على إطلاقه، وإنما هو بالنسبة إلى الأعمش، وأين الحسن من الأعمش؟ فإذا اختلف هو وإياه في حديث، قُدِّم الأعمش، مع كون الحسن ثقة.
ولم يذكر الذهبي الحسن هذا في "الميزان" وحينما ترجم له في "السير" (٦ / ١٤٤ - ١٤٥) لم يذكر قول أحد ممن جرحه، وفي "الكاشف" (١ / ٢٢٣ رقم ١٠٤٨)، قال: «ثقة»، واستدركه الحافظ العراقي على الذهبي في "ذيل الميزان" (ص١٨٦ - ١٨٧ رقم ٢٨٤)، وذكر جرح الدارقطني، ولم يذكر كلام البخاري، فالله أعلم.
ورواه عن الحسن هذا اثنان:
أحدهما: شيخ ابن أبي شيبة: مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنُ غَزْوان الضَبِّي، مولاهم، أبو عبد الرحمن الكوفي، يروي عن أبيه وإساعيل بن أبي خالد وعاصم الأحول وأبي إسحاق الشيباني وهشام بن عروة والأعمش وغيرهم، روى عنه الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه، وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة وعمرو بن الفلَّاس وغيرهم، وكانت وفاته سنة أربع وتسعين ومائة، وقيل: خمس وتسعين، وهو ثقة شيعي روى له الجماعة كما في "الكاشف" للذهبي (٣ / ٨٩ رقم ٥١٩٤) . فقد وثقه ابن معين، وكذا العجلي ويعقوب بن سفيان، ووصفاه بالتشيع. وذكره ابن شاهين في "الثقات" وقال: «قال علي بن المديني: كان محمد بن فضيل ثقة ثبتًا في =