152

تفسير کبير

التفسير الكبير

ژانرونه

[الأحزاب: 61]). وقوله تعالى: { في البأسآء } يعني الشدة والفقر، و { والضرآء } يعني المرض والزمانة، وفي هاتين الحالتين يعظم موقع الصبر على العبادة.

قوله تعالى: { وحين البأس }؛ أي وقت القتال وشدة الحرب، يقال: لا بأس عليك؛ أي شدة. وقوله تعالى: { أولئك الذين صدقوا }؛ أي في إيمانهم وجهادهم، { وأولئك هم المتقون }؛ محارم الله تعالى. قيل: [جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن الإيمان؛ فقرأ هذه الآية].

[2.178]

قوله عز وجل: { يأيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى }؛ نزلت هذه الآية في الأوس والخزرج وكان بينهما قتلى وجراحات في الجاهلية، وكان لأحدهما طول على الآخر في الكثرة والشرف، فأقسموا ليقتلن بالعبد منا الحر منهم؛ وبالمرأة منا الرجل منهم؛ وبالرجل منا الرجلين منهم، وجعلوا جراحاتهم ضعفي جراحات أولئك، فلم يأخذها بعضهم من بعض حتى جاء الإسلام، فرفعوا أمرهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى هذه الآية وأمرهم بالمساواة؛ فرضوا وسلموا.

قوله تعالى: { فمن عفي له من أخيه شيء }؛ قيل: إن (من) اسم القاتل من ترك له القود وصح عنه من القصاص في قتل العمد؛ فرضي منه بالدية، وقوله: { من أخيه } أي من أخ المقتول منه؛ فيسع العافي بالمعروف؛ أي بترفق في طلب الدية من القاتل ولا يعسر؛ وليؤد القاتل إليه بإحسان؛ أي لا يبخس ولا يماطل، هذا قول أكثر المفسرين. قالوا: العفو: أن يقبل الدية في قتل العمد، وقيل في تأويله: إن العفو في اللغة ما سهل وتيسر، قال الله تعالى:

خذ العفو

[الأعراف: 199]؛ أي ما سهل من الأخلاق، فعلى هذا يكون قوله تعالى: { فمن عفي له } أي ولي القتيل إذا بدل له من بدل أخيه شيء من المال من جانب القاتل؛ ف له { فاتباع بالمعروف }؛ أي فليقبله، { وأدآء }؛ أي ليؤد، { إليه } ، القاتل { بإحسان }.

قوله تعالى: { ذلك تخفيف من ربكم ورحمة }؛ أي أن الصلح عن القصاص على شيء من الدية أو غير ذلك تسهيل من ربكم عليكم، رحمة رحمكم الله بها؛ وذلك أن الله كتب على أهل التوراة في النفس والجراح أن يقيدوا ولا يأخذوا الدية ولا يعفوا، على أهل الإنجيل أن يعفوا ولا يقيدوا ولا يأخذوا الدية، فخير الله هذه الأمة بين القصاص والدية والعفو.

قوله تعالى: { فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم }؛ أي إذا قتل الولي قاتل وليه بعد أخذ الدية منه فله عذاب أليم: القتل في الدنيا والنار في الآخرة، ومن قتل بعد أخذ الدية يقتل ولا يعفى عنه، قال صلى الله عليه وسلم:

" لا أعافي رجلا قتل بعد أخذ الدية ".

ناپیژندل شوی مخ