153

تفسير کبير

التفسير الكبير

ژانرونه

وفي هذه الآية دليل على أن القاتل لا يصير كافرا ولا يخلد في النار؛ لأن الله تعالى خاطبهم فقال: { يأيها الذين آمنوا كتب عليكم } وقال في آخر الآية: { فمن عفي له من أخيه شيء } فسمى القاتل أخا للمقتول، وقال تعالى: { ذلك تخفيف من ربكم ورحمة } وهما يلحقان المؤمنين دون الكفار. ويروى أن مسروقا: (سئل هل للقاتل توبة؟ فقال: لا أغلق بابا فتحه الله).

[2.179]

قوله عز وجل: { ولكم في القصاص حيوة يأولي الألباب }؛ يعني أن الذي يريد قتل غيره إذا علم أنه إذا قتل قتل؛ أمسك عن القتل وارتدع؛ فيكون ذلك حياة له وحياة للذي هم بقتله، وفي بقائهما بقاء لمن يتعصب لهما؛ لأن الفتنة تنبئ بالقتل؛ فتؤدي إلى المحاربة التي لا منتهى لها. وقيل: أراد الآخرة بذلك لا من اقتص منه في الدنيا حي في الآخرة، وإذا لم يقتص منه في الدنيا اقتص منه في الآخرة؛ فمعنى الحياة سلامته في الآخرة. قوله تعالى: { يأولي الألباب } أي يا ذوي العقول، { لعلكم تتقون }؛ أي لكي تتقوا القتل مخافة القصاص.

[2.180]

قوله عز وجل: { كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت }؛ أي فرض عليكم إذا حضر أحدكم أسباب الموت من العلل والأمراض، { إن ترك خيرا }؛ أي مالا، { الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف }؛ وفي ارتفاع الوصية وجهان؛ أحدهما: اسم ما يسم فاعله؛ أي كتب عليكم الوصية، والثاني: بخبر الجار والمجرور. وفي قوله: { للوالدين }. وقوله تعالى: { بالمعروف } أي لا يزيد على الثلث؛ ولا يوصي للغني ويترك الفقير. كما قيل: الوصية للأحوج فالأحوج. وقوله تعالى: { حقا }؛ أي حقا واجبا وهو نعت على المصدر، معناه: حق ذلك حقا. وقيل: على المفعول؛ أي جعل الوصية حقا. وقوله تعالى: { على المتقين }؛ أي على المؤمنين.

وسبب نزول هذه الآية: أنهم كانوا في ابتداء الإسلام يوصون للأباعد طلبا للرياء، فأمر الله تعالى من { ترك خيرا } أي مالا. نظيره قوله تعالى:

وما تنفقوا من خير

[البقرة: 272] أي من مال، وقوله:

إني لمآ أنزلت إلي من خير فقير

[القصص: 24] أي من مال،

ناپیژندل شوی مخ