تفسیر جالینوس له فصلونو ابقراط
شرح جالينوس لفصول أبقراط بترجمة حنين بن إسحق
ژانرونه
قال جالينوس: إن أبقراط يعني بقوله في «المواضع التي فيما (977) دون الشراسيف» أنها عالية أن تكون منتخفة وذلك يكون من أسباب كثيرة، وأحد تلك الأسباب الريح الغليظة النافخة التي كلامه PageVW6P076A في هذا الفصل فيها، وهذه الريح تكون على ضربين ربما كانت من حال المعدة والمواضع التي تليها متمكنة ثابتة يعسر انحلالها وربما كانت من سبب حادث. فبقراط يفرق في هذا الفصل بين هاتين الحالين. فإن الحال الأولى لا تكون معها قرقرة لكن تكون المواضع التي فيما دون الشراسيف فيها متمددة منتفخة كأنها زق. وأما الحال الأخرى فتكون معها قرقرة. ومعنى القرقرة صوت يسمع للريح إذا لم تكن بعظيم ولا بكثير لكن كانت الريح تتحرك إلى أسفل مع رطوبة يسيرة. ويعرض إذا انحدرت هذه القرقرة أن يحيط معها انتفاخ المواضع التي فيما دون الشراسيف إلى ما يلي أسفل الصلب، فإذا تمددت من قبل تلك الأعضاء التي هناك عرض في ذلك (978) الموضع وجع. ثم إنه ربما تأدت تلك الرطوبة إلى العروق فخرجت الريح وحدها، وربما خرجت الرياح مع الرطوبة. والرطوبة التي تتأدى إلى العروق أيضا في أكثر الأمر تخرج بالبول. فقد أحسن في قوله أنه عند ظهور العلامات التي وصف ينطلق (979) البطن إلا أن تسبق الرطوبة فتتأدى على حدتها إلى العروق وتخرج الرياح التي بها في الأمعاء من المعدة على حدتها. وربما تأديا كلتاهما (980) إلى العروق أعني الرطوبة والرياح فينفذان (981) سريعا (982) إلى المثانة. فأما ما استثناه في آخر هذا الفصل وهو قوله «وذلك في الحميات» فأرى أنه إنما أراد أن يدل على ما أصف (983). أقول إنه كان من عادة الأوائل إذا قالوا إن إنسانا (984) اعترته حمى أو أصابته حمى أن يعنوا به من حم من غير ورم حاد ولا خراج ولا حمرة ولا علة من العلل بالجملة يخص عضوا (985) من الأعضاء. فأما من حم من قبل ورم يحدث فيه (986) في جنبه أو في رئته أو في أحد سائر أعضائه فلم يكن من عادتهم أن يقولوا إنه أصابته حمى أو اعترته حمى، لكن كانوا يقولون إنه (987) أصابته ذات الجنب أو ذات الرئة أو ذات الكبد أو ذات الطحال أو غير ذلك مما أشبهه. فبقراط يريد في هذا الموضع (988) أن يدل فيما أرى على إحدى مرتين إما على أن هذه الأعراض التي ذكرنا إنما jعرض في الحميات التي ليس معها علة خاصة في عضو من الأعضاء أو على أن هذه الأعراض قد تحدث في تلك الأمراض، إلا أنه لا ينطلق فيها البطن أو ينبعث فيها رياح أو بول. وذلك أن القرقرة في تلك الأمراض ليس تكون بحركة طبيعية تدفع بها الأعضاء عنها الرياح الغليظة النافخة، وإنما تكون على طريق العرض فقط.
74
[aphorism]
مخ ۷۶۴