208

تفسیر جالینوس له فصلونو ابقراط

شرح جالينوس لفصول أبقراط بترجمة حنين بن إسحق

ژانرونه

طبیعیاتو

قال جالينوس: إن أبقراط لم يقتصر (894) PageVW6P073B على أن قال من كان بوله غليظ حتى زاد شبيه (895) بالعبيط وهو يريد أن يدل بذلك على أحد أمرين إما على مقدار غلظه وإما على اختلاف قوامه وتشتيته، حتى يرى فيه قطع كثيرة متجاوزة مثل قطع العبيط. وقد يوجد في بعض النسخ مكان (896) شبيه العبيط شبيه بالحصاة، وكذلك نجد في نسخة نوميسيانوس وفي نسخة ديونيسيوس، فإن كان هذان أرادا أن يدلا مع الثخن على النتن فقد قصد الدلالة على (897) شيء لم يدل عليها (898) غيرهما. فإن (899) كانا إنما قصد الدلالة على مقدار الثخن فلم يزيدا على ما أشار إليه غيرهما شيء (900). وكلام أبقراط كله في هذا الموضع يظهر أنه لم يرد (901) به البول المنتن، وإنما أراد به البول (902) اليسير الغليظ فقط، كما قد بين لك ما وصفه بإزاء ما تقدم من قوله. فإنه قال إذا بال بولا كثيرا رقيقا انتفع به (903)، فلو كان اقتصر على أن قال من كان بوله غليظا يسيرا لما كان في قوله نقصان. وقد يبول قوم مثل هذا البول من غير حمى عند ما تدفع الطبيعة فضول البدن كله PageVW0P021A وتنقيها على طريق الكلى (904). وقد يبول قوم مثل هذا البول مع حمى، وخليق أن يتوهم المتوهم على من كانت به حمى أن انقلاب هذا البول إلى ضد ما كان عليه ليس بمحمود، لأن انقلاب (905) البول في أكثر الأمر في الحميات إنما يكون عن رقه يكون فيه في أول الأمر إلى أن يزداد غلظا كلما قارب المرض انقضاءه، وأرى أن أكثر ما دعا أبقراط إلى أن كتب هذا الفصل (906) الذي وصفته (907)، لأنه أراد أن يخبر بأمر نادر. وذلك أنه ربما كان البول في أول المرض أو بعد أوله بزمان يسير (908) غليظا (909) ثخينا فرسب (910) فيه ثقل لثقله. وما كان من البول على هذه الصفة فليس الثقل الراسب فيه بعلامة محمودة، كما هو في غيره من البول الذي يكون رقيقا في أول الأمر ثم يرسب فيه الثقل من قبل نضج المرض كله. وبالواجب يكون البول الثخين في مقداره يسيرا (911) لأنه (912) لا ينفذ الكلى إلا بكد. فإذا استفرغ أكثر ذلك الخلط الرديء ونضج ما يبقى منه، استفرغ عند ذلك من البول ما هو أرق كثيرا مما كان قبل، فإن القول هكذا هو أجود من أن يطلق كما أطلقه أبقراط فقال رقيق، لأن البول الطبيعي ليس هو رقيقا مطلقا ولا ثخينا لكنه متوسط فيما بين الإفراطين معتدل فهو أغلظ من الرقيق المائي وأرق من الثخين الشبيه بالغليظ. وبالواجب يكثر لأنه كان قبل يحتبس (913) في الوقت الذي كان يعسر نفوذه لثخنه. (884)

70

[aphorism]

قال أبقراط: من بال بولا (915) متثورا شبيها ببول (916) الدواب (917) فيه صداع حاضر أو سيحدث (918) به (919).

[commentary]

مخ ۷۵۴