(81) والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين (82)) [الشعراء : 75 82].
وكذلك قال نوح من قبله ، صلى الله عليه وعلى جميع رسله : يا قوم ( ما لكم لا ترجون لله وقارا (13) وقد خلقكم أطوارا (14) ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا (15) وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا (16) والله أنبتكم من الأرض نباتا (17) ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا (18) والله جعل لكم الأرض بساطا (19) لتسلكوا منها سبلا فجاجا (20)) [نوح : 13 20]. ومثل هذا قوله صلى الله عليه في تعريفه لله من جهله فكثير ، في أقله والحمد لله لمن أيقن بالله هداية جلية وتبصير (1).
وفي مثل ذلك ما يقول موسى ، لفرعون إذ طغى وتعامى ، إذ قال : ( فمن ربكما يا موسى (49)) [طه : 49]. فقال صلى الله عليه : ( ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى (50)) [طه : 50]. وكذلك قال عليه السلام ، عند ما دار بينه وبين فرعون في الله الكلام ، إذ يقول فرعون : ( وما رب العالمين (23) قال رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين (24) قال لمن حوله ألا تستمعون (25)) [الشعراء : 23 25]. فقال لهم إذا قالوا مقالته ، وسألوه عليه السلام مسألته : ( ربكم ورب آبائكم الأولين (26)) [الشعراء : 26]. فقال فرعون لهم ، عند جواب موسى إياهم : ( إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون (27)) [الشعراء : 27]. فقال موسى لهم جميعا : ( رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون (28)) [الشعراء : 28]. فدلهم في ذلك كله ، على الله بصنعه وفعله ، ليس منهم من يدل على الله سبحانه بنعت ولا بحلية ، ولا يصفه جل ثناؤه بصورة ولا هيئة ، ولو كان كما قال الضالون العمون ، الذين لا يعقلون ولا يعلمون ، على ما ذكروا من صورة آدم ، لكانت الصورة من لحم ودم ، ولوصفه (2) العارفون به وسموه ، بالصورة والهيئة وحلوه.
وفي مثل ذلك من وصفه بصنعه وخلقه ، وصدق القول عليه فيه وحقه ، ما تقول
مخ ۶۶۰