تفسير بيان السعاده په مقاماتو کې د عبادت
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
ژانرونه
وقد أسقطنا آخر الحديث؛ وبهذا المضمون أخبار كثيرة. ولما كان قصة آدم (ع) وخلقته وأمر الملائكة بسجدته واباء ابليس عن السجود وهبوطه عن الجنة وبكاؤه فى فراق الجنة وفراق حواء وخلقة حواء من ضلع الجنب الايسر منه وغروره بقول الشيطان وحواء وكثرة نسله وحمل حواء فى كل بطن ذكرا وأنثى وتزويج أنثى كل بطن لذكر البطن الآخر من مرموزات الاوائل؛ وقد كثر ذكره فى كتب السلف خصوصا كتب اليهود وتواريخهم وورد اخبارنا مختلفة فى هذا الباب اختلافا كثيرا مرموزا بها الى ما رمزوه ومن اراد ان يحملها على ظاهرها تحير فيها، ومن رام ان يدرك المقصود بقوته البشرية والمدارك الشيطانية منها طرد عنها ولم يدرك منها الا خلاف مدلولها.
[2.31]
تحقيق معنى الاسم وبيان تعليم آدم الاسماء كلها وبيان اللطائف المندرجة فى الاية الشريفة
{ وعلم آدم الأسمآء كلها } اعلم ان اسم الشيئ ما دل عليه مطلقا او باعتبار بعض صفاته سواء كانت الدلالة وضعية او غير وضعية، وسواء كان الدال لفظا او نقشا او مفهوما ذهنيا او موجودا عينيا، ولما كانت الدلالة مأخوذة فى الاسمية فكلما كانت الدلالة اقوى كانت الاسمية اشد فالدلالة الوضعية التى هى فى الالفاظ والنقوش لما كانت محتاجة الى أمر آخر هو وضع واضع كانت اضعف، فالاسمية فى الدلالة الوضعية اضعف الاسميات، والمفهوم الذهنى لضعفه فى نفسه واختفائه عن المدارك بحيث أنكره بعض وقالوا: ان العلم الحصولى ليس بحصول صورة من المعلوم فى ذهن العالم بل هو بالاضافة بين العالم والمعلوم، وقال بعض المحققين انه بشهود العالم صورة المعلوم فى عالم المثال عن بعد او بشهوده رب نوع المعلوم عن بعد اضعف الاسماء أيضا، فبقى ان يكون الموجود العينى المدرك لكل احد الدال على غيره بالطبع كاملا فى الاسمية؛ ونحن الاسماء الحسنى، ولا اسم اعظم منى، وبأسمائك التى ملأت أركان كل شيء، وغير ذلك من كلماتهم تدل على اعتبار الاسمية للاعيان الموجودة واهل العرف لما كان نظرهم الى المحسوسات غير متجاوز عنها لا يعرفون من اطلاق الاسم سوى اللفظ والنقش لغفلتهم عن حصول مفهوم من المسمى فى الذهن فضلا عن اعتبار الاسمية له، ولاحتجابهم عن دلالة الاعيان على غيرها وعن كونها مرايا للحق الاول تعالى، والاسم من حيث الاسمية وكونه عنوانا ومرآة للمسمى لا حكم له بل الحكم بهذا الاعتبار للمسمى، وقد يعتبر الاسم من حيث نفسه من غير اعتباره مرآة لغيره وله بهذا الاعتبار حكم فى نفسه ويحكم عليه وبه، والاخبار الدالة على ان عابد الاسم كافر وعابد الاسم والمعنى مشرك وعابد المعنى بايقاع الاسماء عليه بصفاته التى وصف بها نفسه موحد ناظرة الى الاسماء العينية او الموهومات الذهنية ومشيرة الى هذين الاعتبارين، وقوله تعالى:
إن هي إلا أسمآء سميتموهآ أنتم وآبآؤكم مآ أنزل الله بها من سلطان
[النجم: 23]؛ اشارة الى هذين ايضا يعنى ما جعلتموها معبودات او مطاعين ليست الا اسماء لا ينبغى ان ينظر اليها ويحكم عليها انتم وآباؤكم جعلتموها مسميات ومنظورا اليها ومحكوما عليها بالمعبودية او المطاعية ما أنزل الله بها من ذلك الاعتبار سلطانا وحجة وتعليم الشيء اعطاء العلم له سواء كان بنحو الاعداد والتسبيب كالتعليم البشرى او بنحو الافاضة كتعليم الله تعالى وعلم الشيئ ظهوره على النفس بنفسه كالعلم الحضورى او بصورته الحاصلة فى النفس، او فى عالم المثال، او فى رب النوع على الاختلاف فيه كالعلم الحصولى سواء كان بالشعور البسيط او بالشعور التركيبى فمعنى { علم آدم الاسماء كلها } أفاض وأودع علم الموجودات وصورة كل منها وانموذجه من حيث هى أسماء ومرايا للحق تعالى شأنه لا من حيث هى مسميات لعدم تحدد آدم بحد حتى يصيروا واقفا فى ذلك الحد ويكون المعلوم فى ذلك الحد مستقلا عنده فى الوجود ومسمى لا اسما لغيره فالتعبير عن الموجودات بالاسماء للاشعار بعدم وقوف آدم (ع) دون الوصول الى الله والتأكيد بلفظ { كلها } للاشارة الى ان الجميع مودعة فى وجود آدم بحيث لا يشذ عن حيطة وجوده شيئ من الاشياء، وما قلنا انه أودع صورة الاشياء وأنموذجها انما هو بحسب أفهام العوام والا فحقيقة كل شيئ عند آدم عليه السلام والاشياء كلها دقائق للحقائق التى أودعها الله تعالى فى آدم (ع)، ولما كان الملائكة متحددين وكان الاشياء بالنسبة اليهم متحددة ومحكوما عليها بوجه جعلها تعالى فى معرض العرض على الملائكة للاشعار بمحدوديتهم فى صورة المسميات المستقلات من غير اعتبار الاسمية لها بارجاع ضمير ذوى العقول اليها تغليبا او باعتبار كون الاشياء بالنسبة اليه تعالى عقلاء فان ارجاع الضمير الى الاسماء واعتبار كونها عقلاء اسقاط لاعتبار الاسمية لها بخلاف ايقاع العلم على الاسماء بعنوان الاسمية فقال { ثم عرضهم } اى عرض الاسماء كما عرفت فلا حاجة الى تكلف ارجاع الضمير الى المسميات المفهومة بالالتزام بل تكلف ارجاع الضمير الى المسميات يذهب باللطائف المودعة فى تعليق الفعل على الاسماء وارجاع ضمير ذوى العقول اليها كما عرفت { على الملائكة } اى ملائكة الارض لانهم المستغربون خلافة آدم (ع) او على الجميع ليظهر على الجميع سعة آدم (ع) واحاطته واستحقاقه الخلافة على جميعهم فان المقربين من الملائكة وان كانوا محيطين عالمين من آدم (ع) ظاهره وباطنه وما فيه بالفعل وما فيه بالقوة لكن حقائق الاسماء الالهية التى هى فى مقام المشيئة مختفية عليهم مع ان آدم (ع) بعلويته عالم بها جامع لها وبتلك الحقائق يستحق الخلافة عليهم وباعتبار ذلك المقام ورد عنهم (ع) على ما نسب اليهم: روح القدس فى جنان الصاقورة ذاق من حدائقنا الباكورة، وورد ان جبريل (ع) قال لمحمد (ص) ليلة المعراج:
" لو دنوت أنملة لاحترقت "
، والمراد بالعرض عليهم اظهار حقائقهم. فى العود الى الله لا فى النزول من الله ولذا كان ذلك العرض بعد تعليم آدم (ع) جميع الاسماء فان للاشياء بواسطة عروج آدم (ع) عروجا بأنفسها فى صراط الانسان مضافا الى عروج أسمائها مع الانسان وعطف العرض بثم على تعليم الاسماء لآدم (ع) مشعر به، وورد الخبر انه عرض أشباحهم وهم أنوار فى الأظلة { فقال أنبئوني بأسمآء هؤلاء } الاسماء هاهنا بمنزلة العلم فى آدم يعنى أنبئونى بأنموذج كل من هؤلاء الحقائق المتكثرة الموجودة المتضادة من وجودكم حتى تستحقوا الخلافة فى المتضادات والحكومة بين المتفاسدات بالسنخية بينكم وبين المتضادات، فان الخليفه لا بد ان يكون له سنخية مع المستخلف عليه وليس فى وجود كل الا انموذج واحد منهم فلا يخبر كل منكم الا باسم واحد منهم فأخبرونى بأسماء الجميع { إن كنتم صادقين } فى انكار خلافة آدم (ع) واستحقاق خلافتكم فرجعوا الى أنفسهم وأيقنوا انهم قاصرون عن المجانسة مع الاضداد وعن المحاكمة بين المتخالفات، وعن العلم بالمتفاسدات، مقصرون فى الاستعجاب والاستخبار على سبيل الانكار مفرطون فى ادعاء التسبيح مع التحميد واستحقاق الخلافة دون آدم فاعترفوا بذلك.
[2.32]
{ قالوا سبحانك } اى تنزهت تنزها عن النقص والعبث وان تسأل عما تفعل واقتصروا على التسبيح لما علموا أنهم لم يدركوا حمده تعالى فان الحمد المضاف كما ادعوه فى قولهم ونحن نسبح بحمدك مستغرق وادراك حمده المستغرق بادراكه فى جميع مظاهره وقد علموا أنهم عاجزون عن ادراك أكثر مظاهره { لا علم لنآ } اى لا اسم فى وجودنا من الاسماء { إلا ما علمتنآ } الا اسما اعطيتناه ولما توهم من قولهم: { اتجعل فيها } الى الآخر؛ وقولهم: { ونحن نسبح } الى الآخر؛ نسبة العلم والحكمة الى أنفسهم وظهر بعد ذلك عجزهم وان علمهم بالنسبة الى علم الله وحكمته كالعدم نفوا العلم عنهم اصالة واثبتوا قدرا قليلا من العلم لأنفسهم عارية وافادوا التزاما ان العلم اصالة منحصر فيه تعالى حصر افراد، وأكدوا ذلك باثبات العلم والحكمة له تعالى بطريق الحصر فقالوا { إنك أنت العليم الحكيم } ولذا لم يأتوا بالعاطف، والعلم ظهور الشيئ عند العقل بصورته على قول من يجعل العلم الحصولى بالصورة الحاصلة من المعلوم عند العالم، او بنفسه كالعلم الحضورى كعلمنا بالصور الحاضرة عندنا، او بحقيقته كعلم الحق تعالى بالاشياء بالعلم الذاتى، والحكمة قد تستعمل فيما للقوة العلامة وقد تستعمل فيما للقوة العمالة، وقد تستعمل فى الاعم منهما، وهو اللطف فى العلم والعمل؛ واللطف فى العلم عبارة عن ادراك دقائق العلوم والغايات المترتبة المتعاقبة واللوازم القريبة والبعيدة، واللطف فى العمل عبارة عن القدرة على صنع ما يدركه من دقائق المصنوع، والحكمة العلمية يعبر عنها فى الفارسية " بخرده بينى " والحكمة العملية يعبر عنها " بخرده كارى " والمراد بها هاهنا اما المعنى الاعم او الحكمة العملية فقط.
ناپیژندل شوی مخ