226

تفسير بيان السعاده په مقاماتو کې د عبادت

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

ژانرونه

{ ويقولون } بألسنتهم شأننا { طاعة } لك فى على (ع) كأنه قال لكنهم يطيعون بألسنتهم ويتولون بقلوبهم ويقولون بألسنتهم شأننا طاعة { فإذا برزوا من عندك بيت طآئفة منهم } ودبروا ليلا { غير الذي تقول } انت فى على (ع) او تلك الطائفة من الطاعة لك فى على (ع) فيقولون ويتعاقدون على ان يمنعوا عليا (ع) من الخلافة { والله يكتب ما يبيتون } تسلية للرسول (ص) وتهديد لهم { فأعرض عنهم } ولا تؤاخذهم فانه اصلح لك لعدم افتتان سائر امتك { وتوكل } فى جملة امورك خصوصا فيما تهتم به من خلافة على (ع) { على الله وكفى بالله وكيلا } فانه لا حاجة له الى معاون فى امضاء امر ولا الى مشاور فى استعلام امر.

[4.82]

{ أفلا يتدبرون القرآن } وانه من عند الله حتى يعلموا صدقك ورسالتك فلا يبيتوا خلاف طاعتك، والتدبر كالتفكر { ولو كان من عند غير الله } عطف على القرآن باعتبار ان التدبر يتعلق بنسبة الجملة لكن الفعل معلق بلو او الجملة حالية { لوجدوا فيه اختلافا كثيرا } لان فيه بصورته تخالفا وتناقضا لكنه لما كان من عند الله وله بحسب العوالم العديدة بطون وجهات كان كل من المتخالفات منزلا على عالم او على جهة او المعنى انه لو كان من عند غير الله كما قالوا انما يعلمه بشر، وانه افتراء لوقع فيه التخالف لان الكذب لعدم ابتنائه على اصل او شهود لا يقع بين اجزائه توافق ولكن ليس فيه تخالف حقيقة.

[4.83-84]

{ وإذا جآءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به } عطف على مجموع اذا برزوا من عندك، او على جزائه اعنى بيت طائفة، او عطف على لا يتدبرون القرآن، او على مجموع افلا يتدبرون القرآن باعتبار المقصود، او حال يعنى اذا جاءهم خبر من سراياك او من جانب العدو او من قولك بوعد الفتح او الوعيد من العدو اذاعوه لعدم توكلهم وعدم ثباتهم فى الايمان، وكذا اذا جاءهم امر فى باطنهم من المنامات او الحالات او الخيالات والخطرات المبشرة او المخوفة اذاعوه { ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم } اى وكلوه اليهم ولا يتكلموا فيه بشيء او اظهروه عليهم لا على غيرهم { لعلمه الذين يستنبطونه منهم } اما من قبيل وضع الظاهر موضع المضمر اشعارا بانهم اهل الاستنباط، او المراد باولى الامر اعم من امراء السرايا، والمستنبطون هم الرسول (ص) واوصياؤه (ع) { ولولا فضل الله عليكم ورحمته } خاطبهم تفضلا وتلطفا لمحمد (ص) وعلى (ع) بعد ما ذمهم على ضعف عقيدتهم وسوء صنيعتهم، وفضل الله هو الرسالة، ولما كان الرسالة من شؤن الرسول وسعة صدره ومتحدة معه صح تفسيره بالرسول وهو ههنا محمد (ص) ورحمته هى الولاية والولاية ايضا متحدة مع الولى فصح تفسيرها به وهو ههنا على (ع) ولذلك فسرا بمحمد (ص) وعلى (ع) فى اخبارنا، ولما كان محمد (ص) اصلا فى الولاية وان كانت الرسالة فيه اظهرو على (ع) خليفة فى الرسالة وان كانت الولاية فيه اظهر صح تفسير الفضل بعلى (ع) والرحمة بمحمد (ص) كما فى الخبر، يعنى انا لا نخذلكم مع سوء صنيعكم بواسطة محمد (ص) وعلى (ع)، ولولا محمد (ص) وعلى (ع) قائما عليكم حافظا لكم { لاتبعتم الشيطان إلا قليلا فقاتل في سبيل الله } يعنى اذا علمت حال قومك من الجبن والفشل والتبيت بخلاف طاعتك وعدم حفظهم لما سمعوا من الاخبار وتوكلت على الله وعلمت كفايته لك فقاتل فى حفظ سبيل الله واعلائه، او حال كونك فى سبيل الله، او فى ولاية على (ع) فانها سبيل الله وعلى (ع) بنفسه ايضا سبيل الله ولا تبال باعانة قومك وعدمها { لا تكلف إلا نفسك } اى الا فعل نفسك واصلاحها او اصلاح على (ع) لانه نفسك والجملة حال او مستأنفة جواب لسؤال مقدر فى مقام التعليل او فى مقام بيان الحال { وحرض المؤمنين } لانك ان لم تحتج اليهم فانهم محتاجون اليك فى اصلاحك لهم والمقاتلة اصلاح لهم لانها تورث التشجع والتمكن والثبات والتوكل { عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا } يعنى قريشا على ما روى انها نزلت فى موعد بدر الصغرى وتثبط القوم عن الخروج فخرج (ص) وما معه الا سبعون رجلا { والله أشد بأسا وأشد تنكيلا } اى تعذيبا من الكفار عطف على ما يستفاد من ذكر بأس الكفار يعنى لهم بأس والله اشد او حال عن الله او عن الذين كفروا، ولما قال حرض المؤمنين بعد الاشارة الى استغنائه عن الغير وكفاية الله له وامره بالقتال وحده صار المقام مناسبا لان يقال: ولم امرت بتحريض المؤمنين؟ - او صار المقام مقام ان يقال: الا ادل الكفار على الخير والا انصحهم وكيف حال من نصحهم وما ينبغى ان يفعل المؤمنون بمن نصحهم؟ - فقال جوابا لذلك

[4.85]

{ من يشفع شفاعة حسنة } فهو استيناف جواب لسؤال مقدر واقع موقع التعليل او موقع بيان الحال ومعناه من ضم عملا حسنا الى عمل حسن آخر، او من ينضم الى صاحبه ويشاركه فى عمل حسن، او من يصلح بين اثنين او من يطلب ويسأل من غيره لصاحبه خبرا او دفع ضرا وترك عقوبة سواء كان ذلك من الخلق او من الله او من يدعو لصاحبه بخير من " شفع " اذا دعا له اودعا عليه، او من يدعو صاحبه الى خير او من يعين صاحبه على خير او من يدل صاحبه على خير والكل يمكن ان يستفاد من هذه العبارة والكل صحيح { يكن له نصيب منها } النصيب والكفل الحظ وما يعطى من القسمة لكن استعمال النصيب فيما فيه حظ صاحبه اكثر من استعماله فيما فيه تعبه والكفل بالعكس من ذلك { ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها } توصيف الشفاعة بالحسن والسوئة باعبتار متعلقها { وكان الله على كل شيء مقيتا } مقتدرا او حافظا لا يفوته شفاعة شفيع ولا كيفيتها ولا قدرها.

[4.86]

{ وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منهآ أو ردوهآ } عطف على من يشفع الى آخر الآية وجواب آخر للسؤال السابق وهو ما يفعل المؤمنون بمن نصحهم وان كان هو فى نفسه من الآداب المهمة المحتاجة الى البيان لكن اداه بحيث يكون مرتبطا بسابقه ليفيد تأكيدا بتقدير السؤال، والتحية فى العرف هى التسليم لكن المراد منها معنى اعم من التسليم وهو ايصال الخير الى الغير بنحو الشفقة والتعظيم من تسليم ودعاء وثناء وتعظيم وهدية، وكتابة فيها تعظيم وشفقة وزيارة وغير ذلك مما يدل على عظمة المحيى فى قلب المحيى ومحبوبيته له، لكن اذا كان لمحض الشفقة والمحبة لا للاغراض التى فشت بين اهل الرسوم حتى يتأنف العالى ظاهرا عن التسليم على الدانى وينتظر تسليمه ويتأنف عن زيارته بدوا الا عوضا عن زيارته، وهكذا الحال فى غيرهما فما اشتهر بين الفرس من قولهم " ديد مستحب؛ بازديد واجب " صحيح ان لم يكن مشوبا بالاغراض الفاسدة وان كان مشوبا فالزيادة مذمومة وعوضها ايضا مذموم، ولذلك ورد من زار أخاه المؤمن فى بيته من غير عوض ولا غرض كان كمن زار الله فى عرشه، وخلوص اعمال اهل الدنيا من الاغراض الفاسدة محال والمخالطة معهم مؤثرة فى النفوس الضعيفة، فالاولى للسالك مهما امكن ترك مخالطتهم حفظا لنفسه عن استراق الاغراض منهم، الا ان تكون تقية لحفظ عرض او مال او نفس او شفقة لاصلاح حال، فانها حينئذ تكون واجبة وان احتمل استراق النفس. والمراد بردها ليس رد عينها ان كانت من الاعراض الدنيوية فانه لا يرد الاحسان الا الحمار بل رد مثلها مثلا اذا قال: سلام عليك، فقال: سلام عليك فهو ردها، وان قال: سلام عليك ورحمة الله فهو أحسن، واحسنيتها اعم من ان تكون بالزيادة عليها او بتغيير هيئتها الى احسن منها، كما قال ابراهيم (ع) سلام فى جواب الملائكة حين قالوا سلاما، عدولا من النصب الى الرفع للدلالة على الدوام، ويختلج ببالى ان ادون الرسوم العادية والآداب المستحبة ان وفقنى الله ان شاء الله ليكون السالكون على بصيرة منها، واذا ارتكبوها لا يكون عن عمى وعادة صرفه { إن الله كان على كل شيء حسيبا } فيحاسبكم على تحياتكم وقدرها يحاسبكم ايضا على اغراضكم فيها فلا تخالطوها بالاغراض.

[4.87]

ناپیژندل شوی مخ