225

تفسير بيان السعاده په مقاماتو کې د عبادت

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

ژانرونه

اعلم ان نفس المقاتلة والمعارضة مع الاعداء لا تكون الا عن قوة القلب التى هى مبدء كثير من الخيرات كالشجاعة والسخاوة والعفة والجرأة والشهامة وغيرها وتورث قوة للقلب، واذا كان باذن وامر من الله يورث توكلا تاما وعاقبة محمودة ويوجد للمجاهد ناصر ومظاهر من الله ولذلك ورد التأكيد فى امر الجهاد ومدح المجاهدين وذم القاعدين من غير عذر { فقاتلوا } الجملة جزاء شرط محذوف مستفاد من السابق تقديره: اذا كان المؤمنون يقاتلون فى سبيل الله والكافرون يقاتلون فى سبيل الشيطان فقاتلوا ايها المؤمنون { أولياء الشيطان } ابدل من الكافرين اولياء الشيطان اشعارا بذم آخر لهم { إن كيد الشيطان كان ضعيفا } ترغيب وتجرئة للمؤمنين.

[4.77]

{ ألم تر } الخطاب لمحمد (ص) او لكل من يتأتى منه الخطاب والمقصود التنبيه على حال القاعدين وانهم كالنساء فى الجبن وضعف القلب حتى يكون ترغيبا فى الجهاد وتحذيرا عن القعود كأنه قال: انظر { إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم } عن القتال والسنتكم عن الجدال كما اشير اليه فى الخبر { وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة } حتى تعلم فضيلة الجهاد وان الذين يقعدون عن القتال مع الاعداء الظاهرة او الباطنة لا تمكن لهم فى شيء من صفات الرجال بل يكون حالهم كحال النساء فى ابتغائهن الراحة والبقاء وخوفهن عن مجاهرة الاعداء، وان كان الخطاب للنبى (ص) فالتعريض بالامة، ونزولها ان كان فى مؤمنى مكة قبل هجرة الرسول او قبل هجرتهم بعد هجرة الرسول فهي جارية فى كل زمان وزمان كل امام، فعن الباقر (ع) انتم والله اهل هذه الآية، وعن الصادق (ع): كفوا ايديكم يعنى كفوا السنتكم، وعن الباقر (ع): كفوا ايديكم مع الحسن (ع) كتب عليهم القتال مع الحسين (ع) الى اجل قريب الى خروج القائم عجل الله فرجه فان معه الظفر { فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم } لعدم تدربهم الجهاد وعدم تمكنهم فى صفات الرجال { يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا } لضيق صدورهم عن مجاهرة الاعداء { ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب } زمان دولة المؤمنين وتلك الاحوال قد تعرض للسالك فيؤمر بالعزلة عن الخلق والصمت عن المجادلة والمكالمة من غير ضرورة ثم يؤمر بالمعاشرة والمدافعة عن اخوانه وقضاء حوائجهم فيضيق صدره عن ذلك ولا يتمالك نفسه حتى يصدر عنه مثل هذه المقالات، وصدور مثل هذه المقالات عن الكافين دليل فضيلة المقاتلة وشرف المعاشرة { قل } لهم { متاع الدنيا } تمتعها او أعراضها التى هى مرغوبة للنساء { قليل } بحسب المقدار والكيفية والبقاء { والآخرة خير لمن اتقى } عن التعلق بمتاع - الدنيا وتسارع الى قتال الاعداء { ولا تظلمون فتيلا } حتى تخافوا ان لا توجروا على متاعبكم فان كنتم تخافون الموت وفراق الدنيا كالنساء فاعلموا ان الآخرة التى تفرون منها خير لكم وان تسألوا ان الفرار من القتال هل يورث البقاء؟ - فيقال فى الجواب { أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة }

[4.78]

{ أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة } قصور مرتفعة، فالجملة مستأنفة جواب لسؤال مقدر من الله او مقول قول الرسول (ص) ثم صرف الخطاب عنهم الى محمد (ص) فقال لكن ان تعظهم بكل عظة لا يفقهوا { وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك } مثل قولهم لم كتبت علينا القتال (الى آخر الآية) { قل كل من عند الله } فان الفاعل فى كل موجود هو الله وليس منكم الا استعداد القبول والسيئة والحسنة منسوبة اليكم نسبة الشيء الى القابل ومنسوبة الى الله نسبة الشيء الى الفاعل، لكن السيئات اى الاعدام او الموجبات للاعدام لما كان الوجود فيها ضعيفا بحيث عدها بعضهم اعداما صرفة تكون نسبتها الى الفاعل ضعيفة لضعف الوجود فيها والنسبة الى الفاعل لا تكون الا من حيث الوجود، وتكون نسبتها الى القابل اقوى لتبعيتها لاعدام القابل فيكون القابل اولى بها، والحسنات لما كان الوجود فيها قويا تكون نسبتها الى الفاعل اقوى فيكون الفاعل اولى بها { فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا } فيتخالطون فى الكلام كتخاليط النساء.

[4.79]

{ مآ أصابك من حسنة } جواب لسؤال نشأ من قوله: قل كل من عند الله كأن قائلا يقول: فلا نسبة لها اليهم ولا تفاوت فى نسبة الجميع الى الله فقال: ما اصابك من حسنة { فمن الله ومآ أصابك من سيئة فمن نفسك } والخطاب اما لغير معين او لمحمد (ص) من قبيل: اياك اعنى واسمعى يا جارة، والسر فى اختلاف النسبتين ما عرفت { وأرسلناك للناس رسولا } لا فاعلا للخير والشر فلا وجه للتطير بك { وكفى بالله شهيدا } فما يضرك عدم قرارهم برسالتك.

[4.80]

{ من يطع الرسول } وضع المظهر موضع المضمر اشارة الى التعليل { فقد أطاع الله } فى قوله اطيعوا الرسول، او لانه مبلغ والآمر والناهى هو الله، او لان الرسول (ص) لما فنى من نفسه وبقى بالله ونسبته الى الله اقوى من نسبته الى بشريته، وظهور الله فيه اتم من بشريته كما قال: من رآنى فقد رأى الحق، فمن اطاعه من حيث ظهور بشريته يعلم انه اطاع الله قبل حيثية بشريته ولذلك اتى بالماضى مصدرا بقد للدلالة على مضيه لتقدم نسبته الى الله وظهوره فيه على نسبته الى بشريته { ومن تولى } الاتيان بالماضى مع كون الفعل فى المعطوف عليه مستقبلا لكون الاطاعة امرا يحدث بعد ما لم يكن على سبل التجدد والتولى امر مفطور عليه لا تجدد فيه سوى البقاء عليه فقد تولى عن الله فلا تتحسر عليهم لتوليهم عنك { فمآ أرسلناك عليهم حفيظا } حتى تتحسر على عدم حفظك اياهم

[4.81]

ناپیژندل شوی مخ