تفسير بيان السعاده په مقاماتو کې د عبادت
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
ژانرونه
مال راكز بهر حق باشى حمول
نعم مال صالح كفت آن رسول
ولما كان اصل كل ما ينسب الى الانسان انانيته التى هى نسبة الوجود الى نفسه، واصل كل الانفاقات وغايتها وعلتها الغائية الانفاق من الانانية، واصل جميع ما ينفق عليه الولاية فمن انفق انانيته فى طريق الولاية بان يسلمها لولى امره بالبيعة الخاصة الولوية وقبول الدعوة الباطنة فان انفق من سائر ما ينسب اليه من حيث انتسابه الى الولاية على نفسه وعلى من تحت يده وعلى غيره بطريق الفرض او الندب او الاباحة كان انفاقه سخاء، وان امسك من هذه الجهة كان امساكه ممدوحا ولم يكن بخلا، ومن بخل بانانيته ولم ينفقها فى طريق الولاية فان امسك كان امساكه بخلا وان انفق كان انفاقه تبذيرا الا اذا كان الامساك او الانفاق فى طلب الولاية فانهما حينئذ يخرجان من اسم البخل والتبذير فعلى هذا صح ان يقال: ان المختالين الذين يبخلون بصرف انانياتهم فى طريق ولاية على (ع) { ويأمرون الناس بالبخل } والامتناع من صرف انانياتهم فى طريق الولاية يعنى الذين يعرضون عن الولاية ويصدون الناس عنها، وصح ان يقال ان الآية تعريض برؤساء منافقى الامة حيث كانوا يعرضون بعد محمد (ص) عن على (ع) ويمنعون الناس عن الرجوع اليه { ويكتمون مآ آتاهم الله من فضله } يعنى يعتذرون عن امساكهم بانه ليس لهم ما ينفقون ويكتمون ما كان لهم من النعم الظاهره والباطنة من قوة قواهم وحشمتهم وجاههم وعلومهم ومعارفهم ولما كان اشرف النعم الظاهرة والباطنة ما يطرء للانسان من الاحوال والاخلاق الآلهية التى تجعل الانسان فى حال طروها فى راحة وانبساط ولذة، واصل الكل نعمة الولاية ومعرفتها وكان اقبح اقسام الكتمان كتمان تلك الاحوال وهذا المعرفة عن نفسه بان يصير الانسان غافلا عن معرفته وعن لذة احواله او مغمضا عنهما وكان تلك ادل دليل على نبوة من اتصف وامر بها وولايته صح تفسير الآية بكتمان ما آتاهم الله من ادلة نبوة محمد (ص) او ادلة ولاية على (ع) مما عرفوه من كتبهم واخبار انبيائهم ومن القرآن واخبار محمد (ص) ومما وجدوه فى نفوسهم من الاخلاق الاخروية التى هى انموذج اخلاقهما واحوالهما { وأعتدنا } التفت من الغيبة الى التكلم تنشيطا للسامع { للكافرين } اى الكاتمين لنعم الله غير شاكرين لها باظهارها فان اظهار النعمة احد اقسام الشكر كما ان كتمانها احد اقسام كفرانها، ووضع الظاهر موضع المضمر للاشعار بان الكاتمين لنعم الله معدودون من الكفرة { عذابا مهينا } كما انهم اهانوا نعمنا بالكتمان وعدم الاظهار فان الله اذا انعم على عبد بنعمة احب ان يراها عليه وابتذال النعم وتحديثها بالفعال خير من ابتذالها بالمقال، ومن كتم علما ألجمه الله بلجام من النار.
[4.38]
{ والذين ينفقون أموالهم رئآء الناس } يعنى ان المختال جامع بين طرفى السخاء اى التقتير والتبذير لامتناعهم من اداء الحقوق المفروضة والمسنونة وصرفهم اموالهم فيما يتصورون انتفاعهم فى الدنيا به من مثل صيت وتعظيم من الناس وغير ذلك، والاول بخل مذموم والثانى تبذير ملعون { ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر } من قبيل عطف العلة على المعلول فان عدم الايمان علة للانفاق فى سبيل الشيطان ولعدم الانفاق فى سبيل الله يعنى البخل { ومن يكن الشيطان } عطف على { إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا } او جملة حالية والمقصود التنبيه على ان المرائى فى الانفاق مبذر والمبذر قرين الشيطان ومن يكن الشيطان { له قرينا فسآء قرينا } لاداء اقترانه الى السجن والسجين وملك الشياطين فهو اشارة الى قياسات ثلاثة.
اعلم أن الانسان خلق مفطورا على التعلق والايتمار ومحلا لتصرف العقل والشيطان، ولما كان فى بد وخلقته ضعيفا غير متجاوز عن المحسوسات، والمحسوسات شبائك الشيطان كان تصرف الشيطان فيه اقوى واتم فما لم يساعده التوفيق ولم يصل الى شيخ من الله مرشد له الى طريق نجاته تمكن الشيطان منه بحيث لم يبق له طريق الى حكومة العقل ولا للعقل طريق الى الحكومة عليه، ولذلك قال ابو جعفر الاول (ع) فى حديث: من اصبح من هذه الامة لا امام له من الله عز وجل ظاهرا عادلا اصبح ضالا تائها؛ وان مات على هذه الحالة مات ميتة كفر ونفاق، وفى الآيات نصوص واشارات على وجوب الايتمار والايتمام بامام منصوص من الله، وفى الروايات عليه تصريحات ولكن كان على سمعهم وابصارهم غشاوة فيرجحون المفضول على الفاضل ولذا كان على (ع) يرى الصبر اجحى.
[4.39]
{ وماذا عليهم } استفهام انكارى يعنى البتة ليس عليهم كلفة دنيوية ولا عقوبة اخروية { لو آمنوا بالله واليوم الآخر } يعنى بالمبدأ والمعاد حتى ايقنوا ان النعمة من الله وان خزائنه لا تنفد بالانفاق وان اعماله يجزى بها { وأنفقوا مما رزقهم الله } قدم الايمان ههنا على الانفاق واخر عدم الايمان فى الآية السابقة عن الانفاق الريائى لكون الايمان بالله سببا للانفاق فى سبيل الله لعلم المؤمن بالله ان الكل من الله وان الانفاق لا يفنيه والامساك لا يبقيه فلذلك ولتشريفهم قال ههنا مما رزقهم الله ولكون عدم الانفاق فى سبيل الله دليلا على عدم الايمان بالله، ولما كان الامساك والتبذير دليلا على كفران كون النعمة من الله قال: والذين ينفقون اموالهم باضافة الاموال اليهم { وكان الله بهم عليما } حال وعدم الاتيان بقد لعدم قصد المضى او هو بتقدير قد او عطف على قصد التعليل يعنى علم الله بهم وهم فى طريق رضاه يستدعى عدم الوزر عليهم.
[4.40]
{ إن الله لا يظلم مثقال ذرة } مقدار ذرة هى اصغر النمل او جزء من اجزاء الهباء { وإن تك حسنة } قرئ بالنصب والرفع بتقدير تك ناقصة وتامة { يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما } قوله ان الله لا يظلم (الى آخر الآية) مستأنف او حال فى مقام التعليل لقوله: ماذا عليهم لانه يستعمل فى مثل المقام لنفى الوزر والعقوبة وللتعريض بالاجر فكأنه قال: لا وزر ولا عقوبة عليهم بل لهم الاجر لو آمنوا بالله لان الله لا يظلم حتى يعاقب المحسن ويضاعف الاجر للمحسن بحسب استحقاقه للاجر ويؤت المحسن من لدنه اجرا عظيما من غير استحقاق، وتسمية ما يعطيه من غير استحقاق اجرا لاستتباع الاجر له، او المراد ان الله يضاعف نفس الحسنة باعتبار جهتى النفس العمالة والعلامة فى النفس ويؤت من لدنه اجرا اخرويا خارج النفس على ما سبق من تحقيق تجسم الاعمال واستتباع تجسم الاعمال فى النفس الاجر الاخروى.
ناپیژندل شوی مخ