تفسير بيان السعاده په مقاماتو کې د عبادت
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
ژانرونه
[3.186]
{ لتبلون } مستأنفة منقطعة عما قبلها، او جواب لسؤال مقدر كأنه قيل: ما لنا يرد علينا البلايا فى أموالنا وأنفسنا؟ - فقال: أقسم بالله على سبيل التأكيد بالقسم ولامه ونون التأكيد لتبلون ولتمتحنن حتى يخرج ما ينافى الايمان من وجودكم ويخلص ايمانكم مما خالطه من الاغراض الفاسدة الشيطانية والاهوية الكاسدة النفسانية فأشار بلفظ لتبلون الى ان الابتلاء { في أموالكم وأنفسكم } لان يخلصكم مما لا ينبغى ان يكون خليط ايمانكم، والابتلاء فى الاموال بتكليف اخراج الحقوق منها او تكليف قضاء الحوائج وحفظ النفوس والحقوق وصلة الارحام بها، او باتلافها بآفات ارضية وسماوية، والابتلاء فى النفوس بتكليف الجهاد والحج وسائر العبادات، او بالآفات البدنية والنفسية { ولتسمعن } ذكر للخاص بعد العام للاهتمام به فان سماع الاذى ابتلاء فى الانفس { من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم } اليهود والنصارى { ومن الذين أشركوا أذى كثيرا } اى قولا فيه اذى كثير لكم كهجاء الرسول (ص) والطعن فى دينكم ولمز المؤمنين والتخويف بالقتل والاسر والنهب والشماتة بكم وغير ذلك، وهذا اخبار على سبيل التأكيد حتى يوطنوا انفسهم عليه فلا يضطربوا فى دينهم ولا فى انفسهم حين ورودها عليهم { وإن تصبروا } ولا تضطربوا فى الدين ولا تخرجوا بالجزع عن الثبات فى الدين ولا تتبادروا الى المكافاة بالالسن او الايدى { وتتقوا } عن المكافاة بالاساءة اليهم وعما يخالف رضى الله تتمكنوا فى دينكم وتتفضلوا بصفة العزيمة والثبات { فإن ذلك } الصبر والتقوى { من عزم الأمور } مما يعزم عليه من الامور اى مما ينبغى ان يعزم ويوطن النفوس عليه.
[3.187]
{ و } اذكروا يا امة محمد (ص) { إذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب } حتى تكونوا على ذكر منه فلا تصيروا مثلهم بان تتركوا الميثاق الذى يأخذه محمد (ص) عليكم بولاية على (ع) وبان تبينوا ولايته لمن غاب عنكم بقوله (ص):
" الا فليبلغ الشاهد الغائب منكم فرب حامل فقه ليس بفقيه، ورب حامل فقه الى من هو افقه منه "
؛ فهو تعريض بالامة وعطف باعتبار المعنى كأنه قال: { ولتسمعن من الذين اوتوا الكتاب اذى كثيرا } فكونوا ذاكرين له واذكروا اذ اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب على ايدى انبيائهم وخلفاء انبيائهم { لتبيننه } اللام لام جواب القسم لأن اخذ الميثاق قائم مقام القسم، والهاء راجع الى الكتاب او الى الميثاق، وفى اخبارنا انه راجع الى محمد (ص) وان التقدير اذ اخذ الله ميثاق اهل الكتاب فى محمد (ص) لتبينن محمد (ص) اذا خرج { للناس ولا تكتمونه } وقرئ الكلمتان بالغيبة وقراءة الخطاب على حكاية حال التخاطب { فنبذوه } اى الكتاب او الميثاق او تبيين محمد (ص) { ورآء ظهورهم } فلم يراعوه وهذه الكلمة صارت مثلا فى العرب والعجم لترك الاعتداء بالمنبوذ { واشتروا به ثمنا قليلا } من اعراض الدنيا واغراضها وهذا من قبيل الاضراب من الادنى الى الابلغ فى الذم فكأنه قال: بل لم يكتفوا بالنبذ وجعلوه آلة التوسل الى حطام الدنيا { فبئس ما يشترون } فى نفسه فان حطام الدنيا لو لم يكن وسيلة الى الآخرة كان مذموما ومن حيث الاشتراء والاستبدال حيث استبدلوا بالنفيس المقصود الخسيس الغير المقصود.
[3.188]
{ لا تحسبن } جواب لسؤال ناشئ من سابقه كأنه قيل: ما حال هؤلاء؟ - فقال: لا تحسبنهم بمفازة من العذاب وانما وضع الظاهر موضع المضمر للاشارة الى ذم آخر لم { الذين يفرحون بمآ أتوا } اى عملوا كانوا يعجبون بأعمالهم الفاسدة مثل اهل هذا الزمان ويباهون بافعالهم الكاسدة وكان الضعفاء يحسبون انهم على شيء ويحمدونهم على ما قالوه من افعالهم فردع الله الضعفاء عن ذلك لحسبان واثبت لهم العذاب بأعمالهم واعجابهم وذلك لان الاعمال ان كانت من قبيل العبادات فان نقصت من انانية العامل شيئا صارت عبادة، وان لم تنقص منها او زادتها كانت وبالا وعصيانا، وان كانت من قبيل المباحات؛ فان لم تزد فى الانانية بقيت على اباحتها، وان زادتها لم تبق على اباحتها بل صارت وبالا، وان كانت من قبيل المرجوحات مكروهة كانت او محرمة؛ كانت بذاتها وبالا وعصيانا، والاعجاب بالعمل ليس الا من زيادة الانانية ورؤية النفس وعملها، فالمعجب بالعمل يجب عليه الاستغفار من ذلك العمل لا الافتخار والفرح به من حيث انه عمل عملا جره الى النار وان كان بصورة العبادة { ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا } من الطاعات والافعال المرضية { فلا تحسبنهم } تأكيد لزيادة الردع عن هذا الحسبان وقرئ { لا تحسبن } بخطاب المفرد فى كليهما على ان يكون الخطاب لمحمد (ص) او لكل من يتأتى منه الخطاب وقرئ بخطاب الجمع فى كليهما على ان يكون الخطاب له وللمؤمنين وحينئذ يكون المفعول الاول الذين يفرحون والمفعول الثانى قوله تعالى { بمفازة من العذاب } وقوله { فلا تحسبنهم } تأكيد للاول وقرئ بالغيبة فى كليهما مع الافراد فى الاول والجمع فى الثانى على ان يكون الذين يفرحون فاعلا للاول وضمير الجمع فاعلا للثانى { ولهم عذاب } جملة حالية بلحاظ النفى لا المنفى والمعنى لا تحسبنهم فى منجاة او ناجين من العذاب حال كونهم لهم عذاب { أليم } باعجابهم بأعمالهم الفاسدة المردودة وان كانت بصورة العبادات.
[3.189]
{ ولله ملك السماوات } اى سماوات الارواح { والأرض } اى ارض الاشباح النورانية والظلمانية فان كلما كان فيه جهة الفاعلية اظهر وجهة القبول اخفى كان باسم السماء اجدر، وما كان بالعكس فباسم الارض احرى، والجملة اما حال عن فاعل اشتروا به ثمنا قليلا او عطف عليه، وجملة لا تحسبن الذين يفرحون (الى آخرها) معترضة والمعنى انهم انحرفوا عن الله واشتروا بميثاقه ثمنا قليلا من اعراض الدنيا والحال ان لله ملك السماوات والارض فمن انحرف عنه لطلب ما فى ملكه كان مخطئا فى طلبه لانه من كان يريد حرث الدنيا فعند الله حرث الدنيا والآخرة { والله على كل شيء قدير } فيقدر على اعطاء ما يشترون بالميثاق من دون الاشتراء ويقدر على اتلاف ما يشترون بميثاقه.
ناپیژندل شوی مخ