188

تفسير بيان السعاده په مقاماتو کې د عبادت

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

ژانرونه

[3.171]

{ يستبشرون بنعمة من الله } النعمة كالرحمة الولاية وكلما صدر منه او انتهى اليها { وفضل } منه قد مضى ان الفضل الرسالة وقبول احكامها والمجازاة بها ولذلك فسر النعمة بعلى (ع) والفضل بمحمد (ص) والتنكير فيهما للتفخيم { وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين } قرئ بفتح الهمزة للعطف على نعمة وقرئ بكسر الهمزة للعطف على يستبشرون او لكونها حالا.

[3.172]

{ الذين استجابوا لله والرسول من بعد مآ أصابهم القرح } صفة للمؤمنين او خبر مبتدء محذوف، او مفعول فعل محذوف للمدح، او مبتدء خبره جملة { للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم } والجملة مستأنفة جواب لسؤال مقدر، روى ان الرسول (ص) لما دخل المدينة من وقعة احد نزل عليه جبرئيل وقال: يا محمد (ص) ان الله يأمرك ان تخرج فى اثر القوم ولا يخرج معك الا من به جراحة فأمر رسول الله (ص) مناديا ينادى يا معشر المهاجرين والانصار من كانت به جراحة فليخرج ومن لم يكن به جراحة فليقم فأقبلوا يضمدون جراحاتهم ويداوونها فخرجوا على ما بهم من الالم والجراح فلما بلغ رسول الله (ص) حمراء الاسد وهو على ثمانية اميال من المدينة وقريش قد نزلت الروحاء قال عكرمة بن ابى جهل والحارث بن هشام وعمرو بن العاص وخالد بن وليد نرجع ونغير على المدينة قد قتلنا سراتهم وكبشهم يعنون حمزة فوافاهم رجل خرج من المدينة فسألوه الخبر فقال: تركت محمدا (ص) واصحابه بحمراء الاسد يطلبونكم جد الطلب فقال ابو سفيان: هذا النكد والبغى فقد ظفرنا بالقوم وبغينا والله ما افلح قوم قط بغوا فوافاهم نعيم بن مسعود الشجعى فقال ابو سفيان: اين تريد؟ - قال المدينة لامتار لاهلى طعاما، فقال: هل لك ان تمر بحمراء الاسد وتلقى اصحاب محمد (ص) وتعلمهم ان حلفاءنا وموالينا قد وافونا من الاحابيش حتى يرجعوا عنا ولك عندى عشرة قلائص املأها تمرا وزبيبا، قال: نعم؛ فوافى فى غد ذلك اليوم حمراء الاسد فقال لاصحاب رسول الله (ص) اين تريدون؟ - قالوا: قريشا قال: ارجعوا ان قريشا قد اجتمعت اليهم حلفاؤهم ومن كان تخلف عنهم وما اظن الا اوائل خيلهم يطلعون عليكم الساعة فقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل ما نبالى، فنزل جبرئيل على رسول الله (ص) فقال: ارجع يا محمد (ص) فان الله قد ارعب قريشا ومروا لا يلوون على شيء، فرجع رسول الله (ص) وانزل الله: { الذين استجابوا }؛ الآية، وقيل: نزلت الآية فى بدر الصغرى وذلك ان ابا سفيان حين اراد ان ينصرف من احد قال: يا محمد (ص) موعدنا موسم بدر الصغرى من قابل، فلما كان العام المقبل خرج ابو سفيان فى اهل مكة فالقى الله عليه الرعب فبدا له فلقى نعيم بن مسعود الاشجعى فقال له ابو سفيان: انى واعدت محمدا (ص) ان نلتقى بموسم بدر وان هذه عام جدب وبدا لى ان لا اخرج اليه واكره ان يزيدهم ذلك جرأة فالحق بالمدينة فثبطهم ولك عندى عشرة من الابل اضعها على يد سهيل بن عمرو، فأتى نعيم المدينة فوجد الناس يتجهزون فثبط وأرعب أصحاب الرسول فقال رسول الله (ص) والذى نفسى بيده لاخرجن ولو وحدى فانحرف الجبان وتأهب الشجاع وقال: حسبنا الله ونعم الوكيل، فخرج رسول الله (ص) فى أصحابه حتى وافوا بدرا الصغرى وكانت موضع سوق لهم فى الجاهلية يجتمعون اليها فى كل عام ثمانية ايام فاقام ينتظر ابا سفيان وقد انصرف ابو سفيان فسماهم اهل مكة جيش السويق وقالوا: خرجتم تشربون السويق، ووافق رسول الله (ص) السوق وكانت لهم تجارات فباعوا واصابوا للدرهم درهمين وانصرفوا الى المدينة سالمين غانمين.

[3.173-174]

{ الذين قال لهم الناس } صفة الذين استجابوا، او صفة الذين احسنوا منهم، او مبتدأ خبره فزادهم ايمانا ودخول الفاء فى الخبر لكون المبتدأ متضمنا معنى الشرط، او خبره فانقلبوا بنعمة من الله، او خبر مبتدء محذوف، او مبتدأ خبر محذوف، او مفعول فعل محذوف للمدح والمراد بالناس نعيم بن مسعود على ما نقل من حكايته او ركب من عبد القيس على ما قيل انه لقى ابا سفيان بعد ما علم بخروج محمد (ص) من المدينة على اثرهم ركب من عبد القيس فقال: اين تريدون؟ - فقالوا: نريد المدينة فقال: هل انتم مبلغون محمدا (ص) رسالتى واحمل لكم ابلكم هذه زبيبا بعكاظ غدا اذا وافيتمونا؟ - قالوا: نعم، قال: فاذ اجئتموه فأخبروه انا قد اجمعنا للكرة عليه وعلى اصحابه لنستأصل بقيتهم، او المراد بالناس منافقوا اصحاب الرسول (ص) { إن الناس } يعنى ابا سفيان واصحابه { قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا } لان المتوسل بالله بعد الاتصال بخلفائه بسبب الايمان اذا دهمته بلية يزداد اتصاله الايمانى ويتقوى توسله وايمانه { وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا } من حمراء الاسد او من بدر الصغرى { بنعمة من الله } اى مع نعمة من الله وهى عافيتهم من القتال وسلامتهم من اثر الجراح الذى كان بهم وقوة من القلب والايمان { وفضل } الشرف والصيت وارعاب قلوب الاعداء او بنعمة هى ما أصابوا من التجارات ببدر { وفضل } هو الربح الذى اصابوه من ضعفى ما كان لهم او بنعمة هو على (ع) { وفضل } هو محمد (ص) { لم يمسسهم سوء } لا من عدوهم ولا من جراحاتهم { واتبعوا رضوان الله } حيث امتثلوا امره مع ما بهم من الجراح { والله ذو فضل عظيم } فيتفضل عليهم فى الآخرة بما لا حد له وما لا عين رأت وفيه تحسير للمتخلفين وتخطئة لهم وترغيب فى الجهاد.

[3.175]

{ إنما ذلكم الشيطان } الشيطان خبر ذلكم او صفته والخبر { يخوف أولياءه } والمراد بالمشار اليه نعيم بن مسعود المثبط او ابو سفيان او المثبط من ركب عبد القيس واولياءه مفعول اول او مفعول ثان { فلا تخافوهم } اى الشيطان ومن معه او اولياء الشيطان { وخافون } فان الضرر من كل ضار لا يصل الى احد الا باذنى { إن كنتم مؤمنين } فان شأن الايمان والاعتقاد بتوحيد الله ان لا يرجو المؤمن ولا يخاف الا الله.

[3.176]

{ ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر } فى الذهاب الى الكفر لخوفك ان يضروك او يضروا المؤمنين بتقوية الكافرين او مقاتلة المؤمنين والمراد بهم المنافقون المتخلفون عن الجهاد { إنهم لن يضروا الله } فى مقام التعليل والمعنى لن يضروا اولياء الله ومظاهره فى الارض { شيئا } من الضرر على ان يكون شيئا قائما مقام المصدر ويجوز ان يكون بدلا من الله نحو بدل الاشتمال بتقدير لن يضروا الله شيئا منه، ويجوز ان يكون منصوبا بنزع الخافض اى بشيء من الله { يريد الله } جواب لسؤال مقدر او حال { ألا يجعل لهم حظا في الآخرة } وفيه تسلية للرسول (ص) ودلالة على ان تسرعهم الى الكفر انما هو بارادة الله وان لم يكن برضاه { ولهم عذاب عظيم } فى الدنيا والآخرة فان التعبير بالجملة الاسمية الدالة على الاستمرار الثبوتى يدل على كونه ثابتا لهم من حين التكلم.

ناپیژندل شوی مخ