187

تفسير بيان السعاده په مقاماتو کې د عبادت

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

ژانرونه

ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض

[الأنفال: 67] فأصررتم فى الفداء دون القتل حتى اباح الله لكم الفداء بشرط ان يقتل منكم فى العام القابل بعدد من تأخذون منه الفداء فقبلتم ذلك واخذتم الفداء عن الاسارى السبعين { إن الله على كل شيء قدير } لما توهم من نسبة المصيبة الى انفسهم انها خارجة من قدرة الله وصار المقام مقام ان يسأل هل كان المصيبة بقدرة الله ام كانت خارجة من قدرته فقال: { ان الله على كل شيء قدير } فيقدر على اصابتكم واصابة عدوكم وقد يخذلكم لمصالح راجعة الى استكمال نفوسكم.

[3.166-167]

{ ومآ أصابكم يوم التقى الجمعان } يعنى يوم احد من الهزيمة والقتل والجرح { ف } كان { بإذن الله } باباحته التكوينية وترخيصه ليمتحنكم { وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا } ليتميز الفريقان بظهور ايمان هؤلاء ونفاق اولئك فيظهر علمه بهما او ليعلم النبى الذى هو مظهره فان علمه علم الله ولم يقل ليعلم المنافقين للاشعار بان نفاق المنافقين حدث عند قتال احد ولم يكن ثابتا وليناسب المعطوف فى قوله تعالى { وقيل لهم } عطف على نافقوا وداخل فى الصلة { تعالوا قاتلوا } بدل عن تعالوا نحو بدل الاشتمال { في سبيل الله } من دون نظر الى انفسكم وحفظكم انفسكم وعيالكم { أو ادفعوا } عن انفسكم وعيالكم واموالكم من دون نظر الى امر الله وسبيله { قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم } يعنى لو كنا نعلم ان ما انتم فيه قتال لاتبعناكم وليس بقتال فان القتال ما كان فيه احتمال الغلبة ولو فى بعض الاحيان وليس الامر كذلك لانه ليس فيه الا المغلوبية والهلكة، او لفظة لو ليست للنفى فى الماضى انما هو للشرط فى المستقبل يعنى اذا علمنا بالمقاتلة لاتبعناكم فيها وانما قالوه استهزاء بهم او دفعا لهم فى الحال الحاضر وقصدا لعدم الانكار صريحا { هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان } جواب لسؤال مقدر او حال والمعنى انهم كانوا على الاسلام لكنهم بظهور نفاقهم كأنهم وقعوا بين الكفر والايمان وصاروا اقرب الى الكفر { يقولون بأفواههم } يعنى لا بالكتابة ولا بالاشارة ولا بالسيرة والاحوال، او يقولون بافواههم لا بقلوبهم، او يقولون بأفواه انفسهم لا بأفواه غيرهم { ما ليس في قلوبهم } من قولهم { لو نعلم قتالا لاتبعناكم } اى وقت اطلاعنا على القتال وافقناكم وليس هذا مطابقا لاعتقادهم، او من اظهار نبوة النبى (ص) وليس فى قلوبهم ذلك الاعتقاد { والله أعلم بما يكتمون } من الاعتماد على الاسباب وعدم الاعتقاد بالله وبنبوة النبى (ص)، نسب الى الصادق (ع) انه قال فى مقام تثريب بعض من ضعفاء الاعتقاد ومن ضعف يقينه تعلق بالاسباب ورخص لنفسه بذلك واتبع العادات واقاويل الناس بغير حقيقة والسعى فى امور الدنيا وجمعها وامساكها، يقر باللسان انه لا مانع ولا معطى الا الله وان العبد لا يصيب الا ما رزق وقسم له، والجهد لا يزيد فى الرزق وينكر ذلك بفعله وقلبه قال الله تعالى: { يقولون بافواههم ما ليس فى قلوبهم والله أعلم بما يكتمون }.

[3.168]

{ الذين قالوا لإخوانهم } اى فى حقهم والجملة مستأنفة جواب لسؤال مقدر محذوفة المبتدأ، او محذوفة الخبر اى هم الذين قالوا، او الذين قالوا هؤلاء المنافقون، او مفعول لفعل محذوف على الذم، او بدل من فاعل يكتمون، او ضمير قلوبهم، او خبر بعد خبر للضمير فى قوله: { هم للكفر } ، او صفة للذين نافقوا { وقعدوا } عطف على قالوا او حال بتقدير قد { لو أطاعونا } فى القعود وعدم الخروج من المدينة { ما قتلوا } وقد كان ديدن النساء والرجال الذين هم كالنساء فى ضعف الاعتقاد والتوسل بالاسباب ان يكرروا بعد وقوع قضية اسباب عدم وقوعها ويؤدونه بلو كان كذا لما كان كذا ويكون ذلك اشد فى تحسرهم { قل } لهم { فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين } ان تدبيركم ابقاكم وان اخوانكم لما خرجوا من تدبيركم وقولكم هلكوا.

[3.169]

{ ولا تحسبن } عطف على (قل) او على { فادرأوا } ، او الخطاب لمحمد (ص) او لكل من يتأتى منه الخطاب، وقرئ بالياء على اسناده الى الرسول (ص) او الى من يتأتى منه الحسبان، او الى الظاهر بعده اى لا يحسبن { الذين قتلوا في سبيل الله } انفسهم { أمواتا } بحذف المفعول الاول وهذا رد على المنافقين حيث قالوا: { لو كانوا عندنا ما ماتوا } { ولو اطاعونا ما قتلوا } { بل } هم { أحياء } حياة اتم واكمل واشرف واعلى من هذه الحياة الدانية { عند ربهم يرزقون } بالرزق المناسب لمقامهم عند الرب.

[3.170]

{ فرحين بمآ آتاهم الله من فضله } فضل الله يطلق على نعمه التى يفيضها على عباده من جهة كثراتهم مثل احكام الرسالة والنعم التى يجازى الله العباد بها بسبب قبول احكام الرسالة والعمل بها كما ان الرحمة تطلق على النعم التى يفيضها على العباد من جهة وحدتهم مثل الولاية وآثارها والمجازاة بها { ويستبشرون } يفرحون او يطلبون الفرح او يبشرون انفسهم او غيرهم { بالذين لم يلحقوا بهم } بحسب الزمان كالمؤمنين الذين لم يقتلوا ولم يموتوا او بحسب الرتبة كالمؤمنين الذين لم يلحقوا برتبتهم ودرجتهم { من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون } قد مضى وجه الاختلاف بين القرينتين فى اول البقرة.

ناپیژندل شوی مخ