تفسير بيان السعاده په مقاماتو کې د عبادت
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
ژانرونه
" يرد على امتى يوم القيامة على خمس رايات؛ فراية مع عجل هذه الامة فأسألهم ما فعلتم بالثقلين من بعدى؟ - فيقولون: أما الاكبر فحرفناه ونبذناه وراء ظهورنا، واما الاصغر فعاديناه وابغضناه وظلمناه، فاقول: ردوا النار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم، ثم يرد على راية مع فرعون هذه الامة فاقول لهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدى؟ - فيقولون: اما الاكبر فحرفناه ومزقناه وخالفناه، واما الاصغر فعاديناه وقاتلناه فاقول: ردوا النار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم، ثم يرد على راية مع سامرى هذه الامة فاقول لهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدى؟ - فيقولون: اما الاكبر فعصينا وتركنا؛ واما الاصغر فخذلنا وضيعنا، فاقول: ردوا النار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم، ثم يرد على راية ذى الثدية مع اول الخوارج واخرهم فاسألهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدى؟ - فيقولون: اما الاكبر فمزقناه وبرئنا منه، واما الاصغر فقاتلنا وقتلنا، فاقول: ردوا النار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم، ثم يرد على راية امام المتقين وسيد - المسلمين وقائد الغر المحجلين ووصى رسول رب العالمين فاقول لهم: ماذا فعلتم بالثقلين من بعدى؟ - فيقولون: اما الاكبر فاتبعناه واطعناه؛ واما الاصغر فاحببنا ووالينا ونصرنا حتى اهريقت فيه دمائنا، فاقول: ردوا الجنة رواء مرويين مبيضة وجوهكم ثم تلا رسول الله (ص). { يوم تبيض وجوه الى قوله خالدون } ".
[3.108]
{ تلك } المذكورات من كون البيت اول بيت وضع للناس الى انجرار التفرق فى الاعتصام والاختلاف الى اسوداد الوجوه وظهور الظلمة من الباطن فى الظاهر والى دخول العذاب وانجرار الاجتماع فى الاعتصام بحبل الله وولى الامر الى ابيضاض الوجوه ودخول الرحمة { آيات الله } الدالة على حقيته ومجازاته على الاعمال { نتلوها } فى الآيات التدوينية { عليك } او تلك الآيات المقروءة آيات كتاب الله نتلوها عليك { بالحق } متلبسة بالحق او بواسطة الحق المخلوق به { وما الله يريد ظلما للعالمين } باسوداد الوجوه وذوق العذاب بل هو نتيجة أعمالهم المنجرة اليهم، ولما كان تقديم الفاعل وادخال النفى عليه مفيدا لنفى الفعل عن الفاعل مع اثباته لغيره فهو فى قوة ان يقال: ولكنهم يريدون الظلم للعالمين.
[3.109]
{ ولله ما في السماوات وما في الأرض } جملة حالية او معطوفة لرفع ما توهم من نسبة الافعال السابقة الى العباد من استقلالهم فى الوجود وفى الافعال ولتعليل نفى الظلم عنه فان الظلم اما لجهل الظالم بقبح الظلم او لكون المظلوم وما يملكه مما يظلم به خارجا عن ملك الظالم واراد ادخاله فى ملكه، واللام فى مثله يدخل على الفاعل مثل ان يقال: هذا البناء للبناء الفلانى، ويدخل على المالك مثل ان يقال: هذا البستان لفلان اى ملكه، وعلى الغاية مثل ان يقال: هذا البناء للعبادة { وإلى الله ترجع الأمور } لانه غاية الغايات ونهاية الطلبات لان كل فعل يستعقب فعلية وكل فعلية تنتهى الى فعلية اخرى حتى تنتهى الى فعلية لا فعلية فوقها وهى الربوبية سواء تنتهى الفعليات على طريق المظاهر اللطفية او على طريق المظاهر القهرية الى الفعلية الاخيرة وغاية الخلقة لجميع الموجودات الانسان، وغاية الانسان الربوبية كما فى الحديث القدسى:
" خلقت الاشياء لاجلك وخلقتك لاجلى "
، وهذا رجوع بطريق العود فى نفس الامر، او اليه ترجع الامور لانه مبدء المبادى ومصدر المصادر وكل موجود جوهر او عرض مخلوق وكل مخلوق ذو مصدر، وكل مصدر ذو مصدر آخر الى ان ينتهى الى المصدر الاخير كحركة القلم فان مصدرها حركة اليد، ومصدرها حركة الاعصاب والرباطات، ومصدرها حركة القوة المحركة، ومصدرها حركة القوة الفكرية، ومصدرها النفس، ومصدرها العقل، ومصدره المشيئة، ومصدرها الربوبية، وهذا انتهاء ورجوع بطريق النظر، وهذا الرجوع اشارة الى مبدئيته تعالى وذلك يدل على منتهائيته.
[3.110]
{ كنتم خير أمة } استئناف جواب لسؤال مقدر كأنه قيل من المبيض الوجوه؟ - فقال: كنتم مبيضى الوجوه، وقال: خير امة للاشارة الى وصف آخر لهم، ولفظ كان لمحض التأكيد منسلخ عن الزمان او المقصود انكم كنتم فى النشئات السابقة خير امة { أخرجت } من العدم الى الوجود او من العوالم العالية والحجب الغيبية الى عالم الشهادة { للناس } لانتفاعهم { تأمرون بالمعروف } جواب لسؤال مقدر او صفة او حال او خبر بعد خبر وعلى اى تقدير فالمقصود تعليل كونهم خير امة ويجوز ان يكون مستأنفا لقصد المدح { وتنهون عن المنكر } ولما كان المخاطبون الائمة المعصومين (ع) كما روى عنهم بطرق كثيرة والفاظ متخالفة ومتوافقة وكانوا من اول تميزهم واوان طفوليتهم معصومين وآمرين قواهم وجنودهم فطرة بالمعروف وناهين لها عن المنكر الى زمان تعلق التكليف بهم بحسب الظاهر واوان بيعتهم ودخولهم فى الايمان ثم صاروا باقتضاء العصمة وظهور الولاية آمرين وناهين لاهل مملكتهم ولمن خرج عن مملكتهم بحسب التكليف الالهى والامر والنهى الشرعيين اخبر عنهم بالمضارع الدال على الاستمرار مسبوقا بكان الدال على انه كان شأنهم وشغلهم الامر بالمعروف والنهى عن المنكر قديما، وقدمهما على الايمان لان حدوث الايمان المذكور كان بعد الامر والنهى المذكورين، او لان الامر بالمعروف والنهى عن المنكر يدلان على الايمان فطريهما على فطرية وتكليفيهما على تكليفيه { وتؤمنون بالله } ولما كان للايمان بالله درجات والمؤمن السالك الى الله يحصل له كل يوم درجة من الايمان غير ما فى السابق اتى بالايمان ايضا مضارعا دالا على التجدد، وما قيل: انما اخر الايمان مع انه حقه ان يقدم لانه قصد بذكره الدلالة على انهم امروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ايمانا بالله وتصديقا به واظهارا لدينه ليس فى محله لان هذا المعنى يستفاد من التقديم ايضا بل مقتضى الترتيب الذكرى الدلالة على انهم آمنوا بالله لكونهم آمرين بالمعروف وناهين عن المنكر كما بيناه خصوصا مع ملاحظة ما ورد عنهم ان الواو فى القرآن يفيد الترتيب مع ان الاغلب ان الترتيب الذكرى يكون للترتيب المعنوى. وعن الصادق (ع) انه قرأ عليه { كنتم خير امة } فقال: خير امة يقتلون امير المؤمنين (ع) والحسن (ع) والحسين بن على (ع) فقال القارى: جعلت فداك كيف نزلت؟ - فقال: نزلت { كنتم خير أمة أخرجت للناس } الا ترى مدح الله لهم: تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله والاخبار فى ان النازل من الله خير ائمة وان المراد بهم محمد (ص) واوصياؤه كثيرة، ولما كانت الامة تطلق على من يؤتم به وعلى من يأتم بغيره يجوز ان يراد بالامة معنى الائمة، ويجوز ان يكون مرادهم من خير ائمة ان الآية بهذا المعنى نزلت لا بالمعنى الذى توهموه { ولو آمن أهل الكتاب } عطف على قوله { كنتم خير امة } او على قوله { تأمرون } على ان يكون مستأنفا وكان المناسب ان يقول ولو امر اهل الكتاب بالمعروف ونهوا عن المنكر وآمنوا { لكان خيرا لهم } لكن لما لم يكن فطرتهم فطرة الامر بالمعروف قبل الايمان ولا تكليفهم الامر بالمعروف بعد الايمان الا بعد الكمال فى الايمان واراد تعالى ان يقول: لو حصل لهم اصل الايمان من دون التفات الى الاستكمال فيه اقتصر على الايمان { منهم المؤمنون } كأنه قيل: اما آمن منهم احد؟ - فقال جوابا له: منهم المؤمنون الذين آمنوا بمحمد (ص) قبل مبعثه وبعد بعثته مثل الانصار من يهود مدينة ومثل بعض النصارى من اهل الحبشة واهل اليمن { وأكثرهم الفاسقون } الخارجون من مقتضى دينهم وكتابهم ووصية نبيهم وللاشارة الى هذا المعنى لم يقل اكثرهم الكافرون.
[3.111]
ناپیژندل شوی مخ