تفسير بيان السعاده په مقاماتو کې د عبادت
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
ژانرونه
إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم
[الشورى:42] هنالك فجاهدوهم بابدانكم وابغضوهم بقلوبكم غير طالبين سلطانا ولا باغين مالا ولا مريدين بالظلم ظفرا حتى يفيئوا الى امر الله ويمضوا الى طاعته. وقد مضى تحقيق واف فى اول البقرة عند قوله تعالى:
" أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم "
[البقرة: 44] للامر بالمعروف والنهى عن المنكر.
[3.105]
{ ولا تكونوا } يعنى فاجتمعوا على التمسك بتلك الامة ولا تكونوا { كالذين تفرقوا واختلفوا } كاليهود والنصارى تركوا التمسك باوصياء موسى (ع) وعيسى (ع) وتفرقوا غاية التفرق واختلفوا غاية الاختلاف { من بعد ما جآءهم البينات } كما جاءتكم البينات والحجج الدالات على وجوب التمسك وعلى معرفة من تتمسكون به { وأولئك لهم عذاب عظيم } توعيد للمتفرقين وتهديد بليغ للمتشبهين بهم من هذه الامة ولهذا التهديد البليغ أكد عذابهم باسمية الجملة والاتيان بها ذات وجهين فانه فى قوة تكرار النسبة والاتيان باسم الاشارة البعيدة وتأكيد العذاب بالعظيم.
[3.106]
{ يوم تبيض وجوه وتسود وجوه } بياض الوجه وسواده كنايتان عن بشاشة السرور ونضارته وكابة الحزن والخوف وكدورته، او يظهر البياض حقيقة فى وجوه والسواد فى وجوه لان يوم القيامة يوم ظهور الباطن فيظهر نور هؤلاء وظلمة اولئك على ظاهرهم { فأما الذين اسودت وجوههم } فيقال لهم { أكفرتم بعد إيمانكم } فحذف فاء جواب اما مع القول، ونزول الآية كما عن على (ع) وغيره من الخاصة والعامة فى منافقى الامة الذين ارتدوا على ادبارهم بعد ايمانهم بمحمد (ص) او على (ع) فانه روى انهم اهل البدع والاهواء من هذه الامة وهذا التفسير يناسب الآيات السابقة بحسب تعريضها { فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون } بعد ايمانكم.
[3.107]
{ وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون } لم يقل ففى رحمة الله خالدون لتأكيد دخولهم فى الرحمة وللبسط فى مقام المحبة وانما لم يأت بالنشر مطابقا للف لان يكون فتح الآية وختمها بالرحمة واهلها وخالف بين الفقرتين فان التوفيق بينهما ان يقول واما الذين ابيضت وجوههم ابقيتم على ايمانكم فادخلوا الرحمة بما كنتم تؤمنون لكن لما كان التقريع على السيئة اسوء عقوبة للمسيء اراد ان يبين انهم يقرعون اولا ثم يدخلون العذاب ولما كان العذاب لا يحسون به الا فى الآخرة وان كانت جهنم محيطة بهم لكنهم لا يدخلونها ولا يحسون بالمها الا فى الآخرة لكون اعضائهم خدرة فى الدنيا ولبقائهم فى ابواب الرحمة خارج جهنم رحمة بهم لعلهم يتنبهون ويرجعون ما لم يبطلوا فطرتهم الانسانية ولذلك يقال لهم فى الآخرة: ادخلوا ابواب جهنم لانهم لم يدخلوا ابوابها بعد قال تعالى فى حقهم تفريعا على تقريعهم فى الآخرة: { فذوقوا العذاب }؛ بخلاف المؤمنين لان التهنئة على البقاء على الايمان ليست تشبه الجزاء لهم وانهم داخلون فى الرحمة من حين كونهم فى الدنيا فاسقط التذكرة بالبقاء على الايمان فى جزائهم وأتى بالرحمة مشعرا بدخولهم فيها من غير انتظار الآخرة ولم يقل بما كنتم تؤمنون لان دخول الرحمة ليس الا بمحض الفضل بخلاف دخول العذاب فانه بفعل العباد، وروى عن النبى (ص) ما يدل على ان المراد بهم مخالفو على (ع) ومتبعوه فانه (ص) قال:
ناپیژندل شوی مخ