تفسير بيان السعاده په مقاماتو کې د عبادت
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
ژانرونه
{ إذ قالت امرأت عمران } فعلى هذا لفظ اذ كان ظرفا لسميع وعليم او مفعولا به لهما باعتبار المضاف اليه نظير الوصف بحال المتعلق، او ظرف لاصطفى المقدر قبل آل عمران وعلى الوجه الاول قوله { والله سميع عليم } كان مفعولا لا ذكر مقدرا وكان منقطعا عما قبله واسم امرأة عمران كان حنة وكانتا اختين احداهما عند عمران بن اشهم من ولد سليمان (ع) بن داود (ع) وقيل عمران بن ماثان وكان بنو ماثان رؤساء بنى اسرائيل، والاخرى عند زكريا وكان اسمها اشياع، وفى اخبارنا ان زوجة زكريا كانت اخت مريم لا اخت امها وكانت حنة قد امسك عنها الولد حتى اسنت فبينا هى تحت شجرة اذ رأت طائرا يزق فرخا له فتحركت نفسها للولد فدعت الله ان يرزقها ولدا فحملت بمريم ونذرت ولدها لخدمة بيت المقدس وروى ان الله اوحى الى عمران انى واهب لك ذكرا سويا مباركا يبرء الاكمه والابرص ويحيى الموتى باذن الله وجاعله رسولا الى بنى اسرائيل فحدث امرأته حنة فلما حملت بها كان حملها عند نفسها غلاما { فلما وضعتها قالت رب إني وضعتهآ أنثى.... وليس الذكر كالأنثى } لا يكون البنت رسولا يقول الله تعالى { والله أعلم بما وضعت } فلما وهب الله لمريم عيسى (ع) كان هو الذى بشر به عمران ووعده اياه فاذا قلنا فى الرجل منا شيئا وكان فى ولده او ولد ولده فلا تنكروا ذلك، ولما ظنت ان حملها الذكر الموعود نذرته لخدمة بيت المقدس وقالت { رب إني نذرت لك ما في بطني محررا } معتقا من خدمتنا لخدمة المتعبدات او مختارا او مهذبا مقوما من الحرية مقابل الرقية او بمعنى كون الشيء مختارا او من تحرير الكتاب بمعنى تقويمه وذكروا ان المحرر اذا حرر جعل فى الكنيسة يقوم عليها ويكنسها ويخدمها لا يبرح حتى يبلغ الحلم ثم يخير فان احب ان يقيم فيه اقام وان احب ان يذهب ذهب حيث شاء { فتقبل مني } نذرى { إنك أنت السميع } لقولى ونذرى { العليم } بنيتى وانى لا اريد بنذرى سواء رضاك.
[3.36]
{ فلما وضعتها } وكانت ترجوا ان تضع ذكرا ورأتها انثى خجلت واستحيت و { قالت } منكسة رأسها مظهرة لخجلتها { رب إني وضعتهآ أنثى } او لما وضعتها انثى وكانت ترجو ان الولد ذكر وخابت عن متمناها قالت اظهارا لخيبتها { رب إني وضعتهآ أنثى } او لما وضعتها ورأت انها انثى وعلمت ان الانثى تكون ضعيفة فى عقلها قالت تقدمة لسؤال استعاذتها رب انى وضعتها انثى والانثى تكون ضعيفة (فأعيذها بك من الشيطان)، او { قالت رب إني وضعتهآ أنثى } تقدمة لعدولها عن نذرها يعنى ان الانثى لا تصلح لخدمة المعابد فلا اقدر على الوفاء بنذرى قيل: مات عمران حين حملها ووضعتها بعد وفات عمران { والله أعلم بما وضعت } جملة معترضة من الله لتبجيل ما وضعت يعنى هو اعلم بشأن ما وضعت ومقامها العالى وتحسرها على كونها انثى كان لجهلها بمقامها وقرئ بضم التاء على ان يكون من كلامها تسلية لنفسها وبكسر التاء على ان يكون من كلامها خطابا لنفسها تسلية لها وعلى ان يكون من كلام الله تعالى خطابا لها وتسلية لها وقوله تعالى { وليس الذكر كالأنثى } من كلامه تعالى تسلية لها يعنى ليس الذكر المتمنى مثل هذه الانثى المولودة فى الشرف والمقام او هو من كلامها تعليلا لتمنيها وتحسرها على الانثى اى ليس جنس الذكر مثل جنس الانثى فى الخسة والممنوعية من الرسالة والمعابد بواسطة الانوثة والحيض، او ليس الذكر الموعود مثل هذه الانثى فى الخسة والممنوعية وقيل فيه غير هذا { وإني سميتها مريم } تفاؤلا فان مريم كانت بمعنى العابد { وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم } نسب الى النبى (ص)
" انه ما من مولود الا والشيطان يمسه حين ولد فيستهل صارخا من مس الشيطان اياه الا مريم وابنها ".
[3.37]
{ فتقبلها ربها } مع انوثتها من المنذور لخدمة بيت المقدس ولم يقبل قبلها انثى فى ذلك او المعنى تقبلها وتكفل امرها بحيث ما عرتها علة ساعة من ليل او نهار او تقبلها بتكفيل نبيه لها { بقبول حسن } الباء فيه مثل الباء فى قوله
فتستجيبون بحمده
[الإسراء: 52] فالباء فيه للمصاحبة او للآلة وحسن قبولها اخذها مقام الذكر وحفظها من الآفات وتسلمها عقيب ولادتها قبل ان تكبر وتصلح للخدمة وتكفيلها زكريا نسب الى الرواية ان حنة لما ولدتها لفتها فى خرقة وحملتها الى المسجد ووضعتها عند الاحبار وقالت: دونكم هذه النذيرة فتنافسوا فيها لانها كانت بنت امامهم وصاحب قربانهم فان بنى ماثان كانوا رؤس بنى اسرائيل وملوكهم فقال زكريا: انا احق بها عندى خالتها فأبوا الا القرعة وكانوا سبعة وعشرين فانطلقوا الى نهر فالقوا فيه اقلامهم فطفى قلم زكريا ورسبت اقلامهم فتكفلها { وأنبتها } من حنة او انماها فى نفسها { نباتا } اما مصدر من غير لفظ الفعل او حال موطئة للتوصيف يعنى انبتها حال كونها نباتا { حسنا } بان سوى خلقها او بان جعلها بحيث كانت تنمو فى يوم ما ينمو غيرها فى عام، او جعلها بحيث صامت نهارها وقامت ليلها وتبتلت الى الله حين بلغت حتى فاقت الاحبار { وكفلها } الله { زكريا } كما سبق وقرئ بتخفيف الفاء وزكريا كان من ولد سليمان وفيه ثلاث لغات المد والقصر وتشديد الياء بدون الالف ولما كفل زكريا مريم بنى لها بيتا واسترضع لها او ضمها الى خالتها ام يحيى حتى اذا شبت وبلغت مبلغ النساء بنى لها محرابا فى المسجد وجعل بابه فى وسطه لا يرقى اليها الا بسلم مثل باب الكعبة ولا يصعد اليها غيره وكان يأتيها بطعامها وشرابها ودهنها كل يوم { كلما دخل عليها زكريا المحراب } اى بيتها سمى محرابا لكونه معبدها ومحل محاربتها للشيطان { وجد عندها رزقا } فاكهة فى غير حينها غضا طريا والجملة جواب كلما { قال } جواب سؤال مقدر كأنه قيل: ما قال لها كلما وجد عندها رزقا؟ - فقال تعالى: قال { يمريم أنى لك هذا } كيف لك او من اى مكان لك هذا الرزق وهو للتعجب { قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشآء بغير حساب } استئناف فى مقام التعليل.
[3.38]
{ هنالك } فى ذلك المكان او فى ذلك الزمان { دعا زكريا ربه } يعنى بعد ما شاهد من مريم ما شاهد من اكرام الله لها حن الى ولد كريم على الله مثلها فدعا ربه { قال رب هب لي } لانتفاعى { من لدنك } لا من لدن غيرك من الملائكة او الشياطين حتى يكون عوده الى حضرتك { ذرية طيبة إنك سميع الدعآء } اى مجيبه فان السماع فى امثال المقام يستعمل فى الاجابة والجملة مستأنفة لبيان علة الدعاء او لبيان حاله تعالى فى مقام الدعاء.
ناپیژندل شوی مخ