تفسير بيان السعاده په مقاماتو کې د عبادت
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
ژانرونه
الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور
[البقرة:257] ومثل: حب على حسنة لا يضر معها سيئة، ومثل ولى على (ع) لا يأكل الا الحلال، ومثل: اذا عرفت فاعمل ما شئت من قليل الخير وكثيره، ومثل: لا دين لمن دان الله بولاية امام جائر ليس من الله، ولا عتب على من دان الله بولاية امام عادل، ومثل قوله (ع): قال الله تعالى: لأعذبن كل رعية فى الاسلام دانت بولاية كل امام جائر ليس من الله وان كانت الرعية فى اعمالها برة تقية ولاعفون عن كل رعية فى الاسلام دانت بولاية كل امام عادل من الله وان كانت الرعية فى انفسها ظالمة مسيئة وغير ذلك من امثال ما فيه شبهة غرور فان هؤلاء وان فرض انهم لم يكونوا مبغوضين لكن اين هؤلاء من المحبوبين فالسالك ينبغى له ان يكون تمام اهتمامه باتباع الشريعة المطهرة بحيث لا يشذ عنه ادب من آدابه المستحبة ولا يقنع بعدم المبغوضية حتى فاز بدرجات المحبوبية { ويغفر لكم ذنوبكم }.
اعلم ان اقتضاء المحبوبية ان لا يبقى فى نظر المحب نقص وشين من المحبوب بل كل ما فعل الحبيب كان حبيبا عنده ولذلك كان تعالى يجزيهم بأحسن ما كانوا يعملون لان تمام افعال الحبيب وجميع اوصافه واخلاقه تظهر فى نظر المحب مثل احسن افعاله واوصافه وهذا احد وجوه تبديل السيئات حسنات، وهذا احد معانى غفران الذنوب فمن اراد ان يكون بجميع اعماله واوصافه محبوبا لله فليتبع الرسول بشرائط المتابعة ومواثيق المبايعة بعد ما نكت فى قلبه نقطة المحبة وليحذر من مخالفة دقيقة من دقائق الشريعة { والله غفور رحيم } جملة حالية مؤكدة مشعرة بعلة غفرانه لمحبوبه والمعنى انه من شيمته المغفرة والرحمة بالنسبة الى كل احد فكيف يكون مغفرته لمن يكون محبوبه.
[3.32]
{ قل أطيعوا الله } يعنى بعد ما قلت لهم ان محبوبية الله فى متابعتك بعد محبة الله قل لهم { أطيعوا الله والرسول } لم يكرر اطيعوا اشعارا بان اطاعة الله تكليفا ليس الا طاعة الرسول لا ان طاعة كل مستقلة مغايرة لطاعة الآخر { فإن تولوا } لفظ تولوا هذا مشترك بين المضى والمضارعة { فإن الله لا يحب الكافرين } بطاعة الله وطاعة الرسول (ص) لان المراد به الكفر بالطاعة هاهنا والمعنى انه يبغضهم وان كان نفى الحب اعم من البغض فانه يستعمل فى امثال المقام فى احد فرديه ووضع الظاهر موضع المضمر للاشارة الى علة الحكم والى ان التولى عن الطاعة كفر.
[3.33]
{ إن الله اصطفى } فى موضع تعليل للامر بطاعة الرسول وسببية اتباعه (ص) للمحبوبية كأنه قال (ص): فاتبعونى واطيعونى لانى نبى من ذرية ابراهيم ومن آله وان الله اصطفى { آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران } لنبوتهم { على العالمين } وقد ورد فى اخبار كثيرة انهم قرؤا آل ابراهيم وآل عمران وآل محمد على العالمين، وفى بعض آل ابراهيم وآل محمد (ص) بدل آل عمران وقال (ع) فوضعوا اسما مكان اسم والمراد بآل عمران موسى (ع) وهارون (ع) واولادهما، او عيسى (ع) ومريم ابنة عمران، ولعل هذا هو المراد كما سيجيء او المجموع لصدق آل عمران على المجموع، وقيل بين العمرانين كان الف وثمانمائة سنة والمراد بآل ابراهيم، ابراهيم وآله كما سبق الاشارة اليه، والعدول من ابراهيم الى آل ابراهيم ليعم الانبياء (ع) والاوصياء (ع) بعده بلفظ واحد فان الكل منسوبون اليه بالنسب الجسمانية كما انهم منسوبون اليه بالنسب الروحانية وذكر آل عمران وآل محمد (ص) بعده من قبيل ذكر الخاص بعد العام للاهتمام بالخاص كأنه قال: ان الله اصطفى آل ابراهيم واصطفى منهم آل عمران وآل محمد (ص).
[3.34]
{ ذرية } حال من نوح وآل ابراهيم وما بعده، او منصوب بفعل محذوف للمدح، او بدل من ما قبله، والذرية بالضم والكسر ولد الرجل للواحد والجمع { بعضها } ناشىء { من بعض } ولا ينافى كون بعضها من بعض تشعبها من ابراهيم بشعبتبن { والله سميع } لاقوال عباده بلسان استعدادهم ولسان قولهم فيعطى كلا من المصطفى وغيره بحسب استعداده { عليم } بمكمونات العباد من القوى البعيدة من الاستعدادات القريبة من الفعل فينظر منهم الى قواهم البعيدة من الفعل ولا يعطى جزافا كما لا يمنع جزافا فاصطفى هؤلاء باستحقاقهم واستعدادهم والجملة حال او عطف على جملة ان الله اصطفى او على معمولى ان فى مقام التعليل لاصطفاء هؤلاء، او هى فى مقام التعليل لاصطفاء آل عمران كأنه كان وجه اصطفاء آدم ونوح وآل ابراهيم معلوما بخلاف اصطفاء آل عمران فقال فى بيان وجهه: ان الله اصطفى آل عمران لانه كان سميعا لاقوال امرأة عمران عليما باستحقاقها.
[3.35]
ناپیژندل شوی مخ