Tafsir and Interpretation in the Quran
التفسير والتأويل في القرآن
خپرندوی
دار النفائس
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤١٦ هـ/ ١٩٩٦ م
د خپرونکي ځای
الأردن
ژانرونه
فإن المشقة منتفية في حقهما، والسفر لا يشقّ عليهما، ولذلك لم يقصرا الصلاة.
وتأويلهما للآية بعد ذلك أنهما أدّيا الصلاة فعلا تامة غير مقصورة، وهذا هو المظهر المادي العمليّ للتأويل، حيث حقّقا الصورة المادية لمعنى الآية، ونفّذا فعلا ما دلّت عليه الآية حسب فهمهما لها.
٣ - أخرج البخاريّ عن أسامة بن زيد ﵄ أنه قال لرسول الله ﷺ: يا رسول الله: أين تنزل؟ في دارك بمكة؟ فقال: وهل ترك عقيل من رباع أو دور؟ وكان عقيل ورث أبا طالب، هو وطالب، ولم يرثه جعفر ولا علي ﵄ شيئا، لأنهما كانا مسلمين، وكان عقيل وطالب كافرين، فكان عمر بن الخطاب ﵁ يقول: لا يرث المؤمن الكافر.
قال ابن شهاب: وكانوا يتأوّلون قول الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وهاجَرُوا وجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، والَّذِينَ آوَوْا ونَصَرُوا، أُولئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ (١) (٢).
يخبر أسامة بن زيد ﵄ أنه كان مع الرسول ﷺ لما توجّه إلي فتح مكة، فسأل أسامة الرسول ﵊: أين سينزل في مكة؟ أينزل في داره فيها؟ أم ينزل في دار أخري؟
فأخبره رسول الله ﷺ أن عقيل بن أبي طالب لم يترك له في مكة دارا، وذلك لأنه باع جميع دور هاشم بن عبد مناف، وابنه عبد المطلب، التي آلت إلي أبي طالب وعبد الله والد رسول الله ﷺ.
لقد أسلم جعفر وعلي ابنا أبي طالب ﵄، وبذلك فقدا
(١) سورة الأنفال: ٧٢. (٢) صحيح البخاري: ٢٥ كتاب الحج: ٤٤ باب توريث دور مكة وبيعها: حديث رقم: ١٥٨٨.
1 / 156