Tafsir Al-Uthaymeen: Surah Fussilat
تفسير العثيمين: فصلت
خپرندوی
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٣٧ هـ
د خپرونکي ځای
المملكة العربية السعودية
ژانرونه
هُم أيْضًا مخُالِفون لِلعَقلِ؛ لِأنَّه لَولا ثُبُوتُ القِياسِ لَكانتِ الشَّرِيعةُ ناقِصةً، حَيْث لَم تَجمَعْ بيْن المُتماثِلين. إذَن في الآيَةِ إثْبات القِياسِ.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: أنَّ الرُّسُلَ أَتَوا قَومَهم مِن كُلِّ جانِبٍ، مُقبِلِين ومُدبِرين، يُرونَهم الآياتِ الماضِيةِ والآياتِ المُستَقبَلةِ، ولكِن لا فائِدةَ.
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: أنَّ الرُّسُلَ صَلَواتُ اللهِ وسَلامُه علَيْهم أَتَوا بتَحقِيقِ التَّوحِيدِ لِقَولِه: ﴿أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ﴾، وهَذِه هِي الأصْلُ الأصِيلُ الَّذي دَعَت إلَيْه الرُّسُلُ جَمِيعًا، والدَّلِيلُ على ذَلِك ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ [النحل: ٣٦]. وآيَةٌ أصْرَح مِنْها: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء: ٢٥].
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: أنَّ أهْلَ الباطِلِ يُشبِّهون بما لَيس لَه حَقِيقةٌ، وذَلِك حِين رَدُّوا دَعْوةَ الرُّسُلِ بما لا يَصِحُّ أنْ يَكونَ رَدًّا، ف ﴿قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً﴾، فَهَذه الشُّبهَةُ لَيْست بِحُجَّةٍ، بِدَلِيلٍ أنَّ اللهَ ﷿ يَقولُ في آيَةٍ أُخرَى: ﴿وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ﴾ [الأنعام: ٩]، وحِينَئذٍ لَو أنْزَلَ اللهُ ﷿ مَلَكًا لجَعلَه رَجُلًا ولَعادَتِ الشُّبْهةُ.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: شِدَّةُ عِنادِ المُكذِّبين لِصالِحِ وعادٍ وهُودٍ، ووَجْهُه: أنَّهم حتَّى مَع إثْباتِ الرِّسالةِ لهم، فهُم مُصِرُّون على عِنادِهم، وعَدَم إِيمانِهم بهَؤُلاء الرُّسُلِ، ووَجْهٌ آخَرَ كَأنَّهم يَقولون لِعِنادِهم: لَو آمَنَّا بكُلِّ شَيءٍ، لمْ نُؤمِن بما أُرسِلْتم بِه، يَعنِي: بما أُرسِلتُم به خاصَّة، ووَجْه الخُصُوصِيَّةِ تَقدِيمُ الجارِّ والمَجْرُورِ على مُتعَلِّقه، وأيْضًا مِن مَظاهِر العِنادِ لهِؤُلاء أنَّهم أكَّدُوا كُفْرَهم بـ "إنَّ" ﴿فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ﴾، فَصارَ
1 / 94