216

Tafsir Al-Uthaymeen: Surah Fussilat

تفسير العثيمين: فصلت

خپرندوی

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٧ هـ

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

بلا فائدَةٍ مُؤدٍّ إلى الشَّكِّ والتَّردُّدِ بلا فائدَةٍ، ولهذا قال بعضُهم: أكثرُ النَّاسِ شكًّا عندَ الموتِ أهلُ الكَلامِ نَعوذُ باللهِ، لماذا؟ لأنَّهم لم يَبنوا عَقيدَتَهم على الكِتابِ والسُّنَّةِ بَنَوْها على وَهْمِيَّاتٍ ظَنُّوها عقليَّاتٍ، فضلُّوا وأَضَلُّوا، نحنُ نَقولُ كما قال رَبُّنا ﷿: ﴿إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [البقرة: ١٤٨] فقط ويَكفي.
أمَّا العِلمُ فهو أَوسَعُ مِنَ القُدرةِ؛ لأنَّ العِلمَ يَتعلَّقُ بالواجبِ والمُستحيلِ والمُمكِنِ، يَعني: عِلمُ اللهِ مُتعلِّقٌ بكُلِّ شيءٍ يَتعلَّقُ حتَّى بالمُستحيلِ، قال اللهُ تَعالى: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا﴾ [الأنبياء: ٢٢]، وهذا مُستَحيلٌ، ومع ذلك تَعلَّقَ به العِلمُ: ﴿وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ﴾ [المؤمنون: ٧١] وهذا أيضًا مِنَ المُستَحيلِ على حِكمةِ اللهِ ﷿.
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: الِاستِدلالُ بالعُمومِ على الخُصوصِ، فاللهُ تَعالى استَدَلَّ على قُدرَتِه على إِحياءِ المَوتى بدَليلَينِ أحدُهما خاصٌّ والثَّاني عامٌّ، الخاصُّ يُحيي الأرضَ بعدَ مَوتِها، والعامُّ: ﴿إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.
ويَنبَني على هذه الفائدَةِ: أنَّ العامَّ يَتناوَلُ جَميعَ أفرادِهِ، وقد ذَكَرَ ذلك النَّبيُّ ﷺ في قَولِه حينَ عَلَّمَ أُمَّتَه التَّشهُّدَ قال: "إذا فَعلتُم ذلك فقد سَلِمْتُم على كُلِّ عَبدٍ صالحٍ في السَّماءِ والأرضِ" (^١) فمثلًا، إذا قال الرَّجلُ: دُورِي وَقفٌ، يَشمَلُ جَميعَ الدُّورِ، ولو قال: سَيَّاراتي لفُلانٍ، يَشمَلُ جَميعَ السَّيَّاراتِ، ولو قال: نِسائي طَوالقُ، يَشمَلُ كُلَّ امرأةٍ له، ولو قال: عَبيدي أحرارٌ، شَمِلَ كُلَّ عبدٍ، المُهِمُّ أنَّ العامَّ يَتناولُ جَميعَ أفرادِه.

(^١) أخرجه البخاري: كتاب الأذان، باب التشهد في الآخرة، رقم (٨٣١)، ومسلم: كتاب الصلاة، باب التشهد في الصلاة، رقم (٤٠٢)، من حديث عبد الله بن مسعود ﵁.

1 / 220