167

Tafsir Al-Uthaymeen: Surah Fussilat

تفسير العثيمين: فصلت

خپرندوی

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٧ هـ

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

لا يَأتيه، لكن في الآخِرَةِ مجُرَّدُ ما يَقعُ في قَلبِ الإنسانِ أنَّه يَشتَهي كذا يحضُرُ، كذلك أيضًا ما يَطلُبون يَحضُرُ أيضًا، ويَأتيهم أيضًا ما لا يَخطُرُ على بالهِم كما قال تَعالى: ﴿لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ﴾ [ق: ٣٥] يَعني يَأتيك منَ النَّعيمِ ما لم تَطلُبْه وما لم تَشتَهِه نفسُك وما لم يخطُرْ على بالِك.
يَقولُ المُفسِّرُ ﵀: [﴿نُزُلًا﴾] رِزقًا مُهَيَّأً منصوبٌ بجُعِلَ مُقَدَّرًا]؛ أي: جُعِل نُزلًا [﴿مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ﴾ أي اللهِ] ﷿؛ لأنَّهم لم يَصِلوا إلى الجَنَّةِ إلَّا بمغفِرتِه ورَحمتِه.
يعني على تَقديرِ المفسِّر: أنَّ ﴿نُزُلًا﴾ مفعولٌ ثانٍ لجُعِلَ المَحذوفِ، أي: جُعِل ﴿نُزُلًا﴾ ومَفعولهُا الأوَّلُ هو نَائبُ الفاعِلِ؛ لأنَّ نائبَ الفاعِلِ يَنوبُ عن المَفعولِ به. يَقولُ: ﴿نُزُلًا﴾، أي: جُعِلَ ﴿نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ﴾ وهو اللهُ ﷿ وذَكَرَ المغفرةَ والرَّحمةَ؛ لأنَّهم بمَغفِرَةِ اللهِ ورحمتِهِ وصَلوا إلى هذا، فبِمَغفِرتِه للذُّنوبِ نقُّوا منها وبرحمَةِ اللهِ تَعالى صاروا أهلًا لدُخولِ الجَنَّةِ.
من فوائدِ الآياتِ الكريمَةِ:
الْفَائِدَة الأُولَى: أنَّ مجُرَّدَ العَقيدَةِ لا يُغني شيئًا حتَّى يَكونَ معه عَملٌ؛ لقولِه تَعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾، وما يَقولُه كَثيرٌ منَ النَّاسِ: نحن على العَقيدَةِ هذا حَقٌّ ولا شكَّ، ويَمدَحونَ عليه لكن لا بُدَّ مِن أن يُقالَ: نحن على العَقيدَةِ والعَملِ الصَّالحِ، إذ لا بُدَّ منَ العملِ.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: الحثُّ على الاستقامَةِ، والاستقامَةُ على دينِ اللهِ ﷿ أن يَثبُتَ عليه، ويَستَقيمَ عليه ولا يَتغيَّرُ.
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: إِثباتُ المَلائكَةِ؟؛ لقولِه: ﴿تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ﴾.

1 / 171