Tafsir Al-Uthaymeen: Juz' Amma

Muhammad ibn Salih al-Uthaymeen d. 1421 AH
88

Tafsir Al-Uthaymeen: Juz' Amma

تفسير العثيمين: جزء عم

خپرندوی

دار الثريا للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

ومنع الحق الذي عليه فإنه داخل في الآية الكريمة، فمثلًا الزوج يريد من زوجته أن تعطيه حقه كاملًا ولا يتهاون في شيء من حقه، لكنه عند أداء حقها يتهاون ولا يعطيها الذي لها، وما أكثر ما تشكي النساء من هذا الطراز من الأزواج - والعياذ بالله - حيث إن كثيرًا من النساء يريد منها الزوج أن تقوم بحقه كاملًا، لكنه هو لا يعطيها حقها كاملًا، ربما ينقص أكثر حقها من النفقة والعشرة بالمعروف وغير ذلك، إن ظلم الناس أشد من ظلم الإنسان نفسه في حق الله؛ لأن ظلم الإنسان نفسه في حق الله تحت المشيئة إذا كان دون الشرك، إن شاء الله غفر له، وإن شاء عاقبه عليه، لكن حق الادميين لابد أن يوفى، ولهذا قال النبي ﵊: «من تعدون المفلس فيكم؟» قالوا: المفلس فينا من لا درهم عنده ولا متاع، فقال: «إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال - كثيرة - فيأتي وقد ظلم هذا، وشتم هذا، وضرب هذا، وأخذ مال هذا، فيأخذ هذا من حسناته، وهذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار» (^١)، فنصيحتي لهؤلاء الذين يفرطون في حق أزواجهم أن يتقوا الله ﷿ فإن النبي ﷺ أوصى بذلك في أكبر مجمع شهده العالم الإسلامي في حياة الرسول ﵊ في يوم عرفة في حجة الوداع، قال: «اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله» (^٢)، فأمرنا أن نتقي الله تعالى في النساء وقال: «اتقوا الله في النساء فإنهن عوان عندكم» (^٣) أي بمنزلة الأسرى لأن

(^١) أخرجه مسلم كتاب البر والصلة باب تحريم الظلم (٢٥٨١) (٥٩) . (^٢) أخرجه مسلم كتاب الحج باب حجة النبي ﷺ (١٢١٨) (١٤٧) . (^٣) أخرجه الترمزي كتاب الرضاع، باب ما جاء في حق المرأة (١١٦٣) وقال حسن صحيح.

1 / 94