تفسير سورة المطففين
﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾
﴿وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلا يَظُنُّ أُوْلَئِكَ أَنَّهُمْ مَّبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَلَمِينَ﴾ .
البسملة تقدم الكلام عليها.
﴿ويل﴾ كلمة ويل تكررت في القرآن كثيرًا، وهي على الأصح كلمة وعيد يتوعد الله ﷾ بها من خالف أمره، أو ارتكب نهيه على الوجه المفيد في الجملة التي بعدها فهنا يقول ﷿ ﴿ويل للمطففين﴾ فمن هؤلاء المطففون؟ هؤلاء المطففون فسرتهم الايات التي بعدها فقال: ﴿الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون. وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون﴾ .
﴿إذا اكتالوا على الناس يستوفون﴾ يعني اشتروا منهم ما يكال استوفوا منهم الحق كاملًا بدون نقص ﴿وإذا كالوهم أو وزنوهم﴾ يعني إذا كالوا لهم أي هم الذين باعوا الطعام كيلًا، فإنهم إذا كالوا للناس أو باعوا عليهم شيئًا وزنًا إذا وزنوا نقصوا ﴿يخسرون﴾ فهؤلاء يستوفون حقهم كاملًا، وينقصون حق غيرهم، فجمعوا بين الأمرين، بين الشح والبخل، الشح: في طلب حقهم كاملًا بدون مراعاة أو مسامحة، والبخل: بمنع ما يجب عليهم من إتمام الكيل والوزن، وهذا المثال الذي ذكره الله ﷿ في الكيل والوزن هو مثال، فيقاس عليه كل ما شبهه، فكل من طلب حقه كاملًا ممن هو عليه