Tafsir Al-'Uthaymeen: Faatir
تفسير العثيمين: فاطر
خپرندوی
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٣٦ هـ
د خپرونکي ځای
المملكة العربية السعودية
ژانرونه
قَوْله تعالى: ﴿تَدْعُونَ﴾ دُعَاءَ المَسْأَلَة، ودُعاءَ العِبَادَة، وقلْتُ: إنَّ دُعاءَ العِبَادَة دُعاءُ مَسْأَلَة لكن بِلِسانِ الحالِ.
كيف يَدْعون هؤلاء؟ أقول: يَدْعون هذه الأَصْنَام على وَجْهَيْنِ:
إمَّا بدُعاءِ مَسْأَلَة، وإمَّا بدُعاءِ عِبَادَة، ودُعَاءُ العِبَادَة دُعَاءٌ بلسانِ الحالِ.
قول المُفَسِّر ﵀: [﴿مِنْ دُونِهِ﴾ أي: غَيْره، وهم الأَصْنام] الأَصْنام تارةً يُعَبِّر الله عنها بِصيغَةِ المُؤَنَّث، وتارة يُعَبِّر عنها بِصيغَةِ المُذَكَّر، هنا عَبَّر عنها بصيغة المُذَكَّرِ العاقِلِ ﴿وَالَّذِينَ تَدْعُونَ﴾ هذا للمُذَكَّرِ العاقِلِ، وإنَّما وَصَفَ هذه مع أنَّها جمادٌ مَيِّتَةٌ للتَّنَزُّل مع هؤلاء العابدينَ لها وذِكْرها على أكْمَلِ حالٍ يَعْتَقدونَها فيها؛ يعني: هي مع كمالهِا على زَعْمِكُم لِكَوْنِها من ذوات العَقْلِ لا تَمْلِك شيئًا.
قَوْله تعالى: ﴿مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ﴾: ﴿مِنْ﴾ زائِدَة؛ ولهذا نقول: ﴿قِطْمِيرٍ﴾ مفعولٌ به منصوبٌ بِفَتْحَة مُقَدَّرَة على آخره منع من ظهورها اشتغالُ المَحَلِّ بِحَرَكَة حرف الجَرِّ الزَّائِد؛ أي: ما يَمْلِكونَ قِطْميرًا.
قال المُفَسِّر ﵀: [﴿قِطْمِيرٍ﴾: لِفافَةَ النَّواة] إنَّ في النواة ثلاثَةَ أَشْياءَ يُضْرَبُ بها المَثَلُ في الحَقَارة: قِطْمير، ونَقِير، وفَتِيل.
ويَدُلُّ على هذا أنَّهم لا يَمْلِكون شيئًا قَوْلُه تعالى: ﴿إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ﴾: ﴿إِنْ﴾ هذه شَرْطِيَّةٌ، وفعل الشَّرْطِ ﴿تَدْعُوهُمْ﴾ وهو مَجْزومٌ بِحَذْف النون، وجوابُ الشَّرْط ﴿لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ﴾ وهو مجزوم أيضًا بحَذْفِ النون؛ يعني: هذه الأَصْنَامُ إن تَدْعوهُم لا يَسْمَعوا دُعَاءَكُم، لو تَدْعُونَ هذه الأَصْنَامَ إلى يَوْمِ القِيامَةِ ما سمعوا؛ لأنَّها جَمادٌ، قال الله ﷿: ﴿وَلَوْ سَمِعُوا﴾ قال المُفَسِّر ﵀: [فَرْضًا
1 / 125