22

Tafsir al-Uthaymeen: Az-Zukhruf

تفسير العثيمين: الزخرف

خپرندوی

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٦ هـ

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

وقدَّرنَاهُ فِعْلًا مُناسِبًا؛ لأنَّهُ أدَلُّ عَلَى المَقصُودِ؛ فمَثَلًا هُنَا نُرِيدُ أَنْ نَقْرَأَ، نَقُولُ: التَّقدِيرُ: باسْمِ اللهِ أَقْرَأُ. ولَوْ قَال قَائِل: لمَاذَا لَا نَقُولُ: باسْمِ اللهِ أَبتَدِئُ؟ قُلْنَا: لأَنَّ كلمَةَ (أَبتَدِئُ) صالِحَةٌ لكُلِّ فِعْلٍ يُبتَدَأُ بِهِ، وإِذَا قُلْتَ: (أَقْرَأُ) صَارَ خَاصًّا، وهُوَ أَدَلُّ عَلَى المَقْصُودِ، هَذَا تَقْرِيرُ إعرَابِ: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ كُلَّما أَتَتْكَ. أما عِندَمَا يُقَدَّمُ الغَدَاءُ فتَقُول: باسْمِ اللهِ، فكَيفَ نُقدِّرُه؟ الجَوابُ: أَتَغَدَّى، أَوْ آكُلُ الغَدَاءَ؛ لأَنَّهُ أخَصُّ. وإذا أَردْتَ أَنْ تَشرَبَ تَقُولُ: باسْمِ اللهِ أَشْرَبُ. وإذا أَرَدْتَ أنْ تَدْخُلَ المسجِدَ تَقُولُ: بسْمِ الله أدْخُل. وهَلُمَّ جرًّا. أمَّا قَولُنا: باسْمِ اللهِ. فالمُرادُ: بكُلِّ اسْمِ لله، وإنَّما حمَلْنَاهَا عَلَى العُمُومِ؛ لأَنَّ المُفرَدَ إِذَا أُضِيفَ صَارَ في العُمُومِ. أَي: أَبتَدِئُ بِكُلِّ اسْمٍ مِنْ أسْمَاءِ اللهِ. وقوله: ﴿الرَّحْمَنِ﴾ أَي: ذُو الرَّحمَةِ الواسِعةِ. وقوله: ﴿الرَّحِيمِ﴾ أَي: ذُو الرَّحمَةِ الخَاصَّةِ بالمُؤمِنِينَ؛ كَمَا قَال ﷾: ﴿وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾ [الأحزاب: ٤٣].

1 / 26