Tafsir al-Uthaymeen: An-Naml

Muhammad ibn Salih al-Uthaymeen d. 1421 AH
90

Tafsir al-Uthaymeen: An-Naml

تفسير العثيمين: النمل

خپرندوی

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

من فوائد الآية الكريمة: الْفَائِدَةُ الْأُوْلَى: أَنَّهُ عَلَى قوَّة الآيَات الَّتِي جاء بها موسى ﷺ لم يَسْتَفِدْ مِنْهَا هَؤُلَاءِ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَجَحَدُوا بِهَا﴾ والآيَات إذا قَوِيت لا يبقى مجالٌ للجحدِ، ولكِن - والعياذُ بالله - أَعْمَى اللهُ بصائِرَهُم فجَحَدُوا بها. الْفَائِدَةُ الْثَّانِيَةُ: أنَّ جَحْدَ هَؤُلَاءِ المرسَل إليهم كَانَ عن عنادٍ، لا عن شُبهةٍ؛ لِقَوْلِهِ: ﴿وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ﴾، وهل هَذَا وقعَ لكفَّار قريشٍ مَعَ النَّبِيّ ﵊؟ نعم وَقَعَ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ﴾ [الأنعام: ٣٣]، وَلَا شَكَّ أنَّ هَذَا واقعٌ مِنَ الرؤساء والزعماء، لكِن عامَّة النَّاس قد لا يَكُون لديهم هَذَا الأَمْر، وإنَّما هم مقلِّدون، أَمَّا الزعماء والكبراء فلَا شَكَّ فِي هَذَا. الْفَائِدَةُ الْثَّالِثَةُ: سوء أحوال آلِ فِرعونَ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ظُلْمًا وَعُلُوًّا﴾، ﴿ظُلْمًا﴾ لأنفسهم ولموسى، ﴿وَعُلُوًّا﴾ ترَفُّعًا عنِ الحقِّ. الْفَائِدَةُ الْرَّابِعَةُ: أنَّ الاتِّصافَ بهذينِ الوصفينِ يَجعلُ الْإِنْسَان من الأُمَّة الفِرعونيَّة، وهما: الظلم والعُلُوّ، وما من صفةٍ يخرج بها العبد عن سواءِ السبيلِ إِلَّا وله فيها إمامٌ من أهلِ الكفرِ، ولهَذَا أخبر النَّبِيّ ﵊ أننا سنركب سَنَنَ مَن كَانَ قَبْلَنَا (^١)، فما مِن خَصلةٍ يَخرج بها العبد عن سواءِ السبيلِ إِلَّا وله فيها إمامٌ من أهلِ الكفرِ، فالجحد بالحقِّ للفاعل فِيه إمام مثل فرعونَ وقومه، والحسد للإِنْسَانِ

(^١) انظر: صحيح البخاري، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب قول النَّبِيّ ﷺ: "لتتبعن سنن من كَانَ قبلكم"، حديث رقم (٦٨٨٩)؛ صحيح مسلم، كتاب العلم، باب اتباع سنن اليهود والنصارى، حديث رقم (٢٦٦٩)، عن أبي سعيد الخدري ﵁.

1 / 94