Tafsir al-Uthaymeen: An-Naml

Muhammad ibn Salih al-Uthaymeen d. 1421 AH
79

Tafsir al-Uthaymeen: An-Naml

تفسير العثيمين: النمل

خپرندوی

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

الآية (١٣) * * * قَالَ اللهُ ﷿: ﴿فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ﴾ [النمل: ١٣]. * * * قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿جَاءَتْهُمْ﴾ الضَّمير يعود إِلَى فِرعونَ وقومِه. وقوله: ﴿آيَاتُنَا﴾ أي: العلامات الدالَّة عَلَى صدق موسى ﷺ برسالته وَعَلَى أحقيَّة ما دعا إليه؛ لِأَنَّ الآيَاتِ الَّتِي بعث الله بها موسى ﷺ تدلُّ عَلَى أمرينِ: عَلَى صِدْقِ موسى، وهَذَا تأييدٌ له، وَعَلَى صِحَّة ما جاء به، فهَذِهِ الآيَات تشمل الأَمْرينِ. وقوله: ﴿مُبْصِرَةً﴾ فَسَّرَهَا المُفَسِّر ﵀ بقولِهِ: [مُضِيئَة وَاضِحَة]، وهنا كَلِمَة ﴿مُبْصِرَةً﴾ اسمُ فاعلٍ، والفِعْل مِنْهَا أبصرَ. فهل الآيَاتُ هِيَ الَّتِي فيها البَصَرُ أو مُبْصِرَة أي: جاعلة غيرها يُبْصِر بها، أيُّهما أبلغُ؟ الثَّانِيَةُ أبلغُ، أي أَنَّهَا جَاعِلَة غيرها يُبْصِر بها، يعني أَنَّهَا تُبْصِرُ غَيْرَها، فهَذِهِ الآيَات هِيَ بنفسها ظاهرةٌ وواضحةٌ، وَالَّذِي يراها يُبْصِرُ بها. ولهَذَا نَقُولُ: ﴿مُبْصِرَةً﴾ يعني أَنَّهَا باصرة بنفسها وموجِدَة للإبصارِ فِي غيرِها. ولمَّا ﴿جَاءَتْهُمْ﴾ هَذِهِ الآيَات المبصرة كَانَ الجواب: ﴿قَالُوا هَذَا﴾ أي: ما جاءنا، ولم يقولوا: هَذِهِ، أي: الآيَات؛ لأجلِ أن يشملَ كُلّ شيءٍ؛ هَذَا الَّذِي جاءنا من

1 / 83