189

Tafsir al-Uthaymeen: An-Naml

تفسير العثيمين: النمل

خپرندوی

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

الآية (٣٦)
* * *
* قَالَ اللهُ ﷿: ﴿فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ﴾ [النمل: ٣٦].
* * *
قَالَ المُفَسِّر ﵀: [﴿فَلَمَّا جَاءَ﴾ الرَّسُول بالهَدِيَّةِ ومعه أتباعُه ﴿سُلَيْمَانَ﴾]، بالنصب وجاء بمعنى: أتى [﴿أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ﴾].
المُفَسِّر ﵀ قَالَ: [ومعَه أتباعُه] وكلام المَرْأَةِ يَدُلّ عَلَى أَنَّهَا أرسلتْ جماعة؛ لِقَوْلِهِ: ﴿بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ﴾ [النمل: ٣٥].
وقوله تَعَالَى: ﴿فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ﴾ يَدُلّ عَلَى أن الجائيَ واحدٌ، ولأنه لم يذكرِ الفاعل، وإذا لم يذكر الفاعل فَهُوَ مستتِر، ومعلوم أن (جاء) مفرد، ولو كَانَ المُراد الجماعة لقالَ: (فلما جاؤوا سُلَيْمَان).
وقول سُلَيْمَان: ﴿أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ﴾ يَدُلّ عَلَى أن المخاطَب جماعةٌ، فكيف نجمع بينَ هَذِهِ الأَشْيَاء؟
الجمع بين هَذِهِ الأَشْيَاء بسيطٌ جِدًّا، يَكُون هَؤُلَاءِ الجماعة لهم رئيس، وَالَّذِي خاطب سُلَيْمَان وقدَّم الهديَّة هُوَ الرئيس، ومعه جماعتُه، فصار الَّذِي تقدَّم إِلَى سُلَيْمَان بالهَدِيَّة واحدًا مَعَ جماعتهِ؛ ولهَذَا قَالَ المُفَسِّر: [ومعه أتباعه].
قوله: ﴿أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ﴾ الياء هنا حُذفت للتخفيفِ، كما أَنَّهَا أيضًا حذفت

1 / 193