175

Tafsir al-Uthaymeen: An-Naml

تفسير العثيمين: النمل

خپرندوی

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

الآية (٣٢)
* * *
* قَالَ اللهُ ﷿: ﴿قَالَتْ يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ﴾ [النمل: ٣٢].
* * *
فى قِصَّة مَلِكَةِ سَبَأ عندما جاءها الكتابُ من سُلَيْمَان ﵊ قالت لقومها: ﴿يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي﴾ [النمل: ٣٢]، المَلَأ بمعنى: الأشراف، وذلك بأن الملوكَ والرؤساءَ يَكُونُ جُلَسَاؤُهم دائمًا أشرافَ النَّاسِ، فوَجَّهَتْ إليهم الخطابَ: ﴿قَالَ يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ﴾ [النمل: ٣٨]، وسبق ذِكْر الفائدة فِي قولِها: ﴿يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ﴾ [النمل: ٢٩]، قولها: (يا ملأ) إظهارًا لعلوِّ شأنهم حَيْثُ نُودُوا بمناداةِ البعيدِ.
قَالَ المُفَسِّر ﵀: [﴿يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي﴾ [يوسف: ٤٣]، بتحقيق الهمزتين]. ﴿يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي﴾ هَذَا تحقيق الهمزتينِ.
[وتسهيل الثَّانِيَة بقلبها واوًا]، (يا أيها الملأ وفتوني)، وهَذَا مبنيٌّ عَلَى القاعدة اللُّغوية أَنَّهُ إذا ضُمَّ ما قبل الهمزةِ فَإِنَّهُ يجوزُ قَلْبُها واوًا.
وَقُلْنَا: إن من فائدة هَذِهِ اللُّغةِ تصحيح أذانِ كثيرٍ منَ النَّاسِ الَّذِينَ يَقُولُونَ فِي أذانهم: اللهُ وَكبر، بل حَتَّى الصلوات، فإن بعض النَّاس فِي تكبيرة الإحرام يَقُول: اللهُ وَكبر.
قَالَ المُفَسِّر ﵀: [﴿قَالَتْ يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي﴾ ... أي: أشيروا عليّ ﴿فِي

1 / 179