133

Tafsir al-Uthaymeen: Al-Imran

تفسير العثيمين: آل عمران

خپرندوی

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الثالثة

د چاپ کال

١٤٣٥ هـ

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

﴿وَإِنْ تَوَلَّوْا﴾ وهي تفيد الحصر، يعني: ما عليك نحوهم إلا البلاغ، وقد بلغ البلاغ المبين ﵊، أما الهداية فهي بيد الله ﷾، ولو كان بيد النبي ﷺ شيء من الهداية -هداية التوفيق- لكان أول من يهتدي على يديه عمه أبو طالب. وقوله: ﴿وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾: بصير بهم: أي عليم بأحوالهم، وعليم بأهلية من يصلح للهداية ومن لا يصلح. والبصر هنا: بصر الرؤية، وبصر العلم. فالله تعالى بصير بالعباد (بالرؤية)، لا يخفى عليه شيء منهم. و(بالعلم): لا يخفى عليه شيء من أحوالهم. والعباد هنا: يشمل جميع الخلق؛ لأنه ما من أحد في السموات ولا في الأرض إلا آتي الرحمن عبدًا: ﴿إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا﴾ [مريم: ٩٣]. فإذا كان الله بصيرًا بالعباد، وأنت قد أديت ما عليك من البلاغ فالحساب على الله، كما قال الله تعالى: ﴿فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ﴾ [الرعد: ٤٠]. من فوائد الآية الكريمة: ١ - في هذه الآية دليل على أن النبي ﷺ له من يحاجه من أعدائه، وهو كذلك فإنهم حاجوه في أصل الدين، وفي فروع الدين، وسخروا منه، وأوجدوا الشبهات الكثيرة. ٢ - أن هؤلاء الذين يحاجون الرسول ﵊ لا يحتاجون إلى كبير عناء؛ لأنهم يحاجون على أمر واضح،

1 / 135