132

Tafsir al-Uthaymeen: Al-Imran

تفسير العثيمين: آل عمران

خپرندوی

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الثالثة

د چاپ کال

١٤٣٥ هـ

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

بعد هذا البيان وهذا الوضوح، أم أنكم بلهاء لم تفقهوا حتى الآن، ولم تسلموا مع ظهور المعنى ووضوحه، وهذا المعنى أبلغ من المعنى الأول. وقوله: ﴿فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا﴾: إن أسلموا بالإخلاص لله والمتابعة لرسول الله ﷺ فقد اهتدوا هداية التوفيق، وسلكوا طريق الهداية؛ لأن الهداية نوعان: هداية دلالة، وهذه شاملة لكل أحد. قال الله تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ﴾ [فاطر: ٢٤] لابد أن يهدي الله ﷾ كل أمة. وهداية التوفيق: وهذه خاصة بمن هدي بالإسلام في كل زمان ومكان بحسبه. فمن اهتدى هداية التوفيق فهو محل المدح والثناء، وأما الأول الذي اهتدى هداية الدلالة فمعناه علم الحق، فهذا إذا خالف الحق كان أشد ذمًّا ممن لم يعلم الحق. وقوله: ﴿فَإِنْ أَسْلَمُوا﴾: يعني استسلموا لله ظاهرًا وباطنًا. أما باطنًا: فالإيمان بما يجب الإيمان به، وهي الأركان الستة التي بيّنها الرسول ﷺ. وظاهرًا: بعمل الجوارح، وهو الإسلام المبني على خمسة أركان: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت. ﴿فَقَدِ اهْتَدَوْا﴾: اهتدوا هداية توفيق، كما قد هدوا هداية دلالة. ﴿وَإِنْ تَوَلَّوْا﴾ يعني: أعرضوا عن الإسلام فلم ينقادوا بظواهرهم ولا ببواطنهم، فقد أديت ما عليك، ولهذا قال: ﴿فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ﴾. وهذه الجملة جواب الشرط في قوله:

1 / 134